تميزت مدينة فاس منذ تأسيسها بموقع استراتيجي جعل منها ملتقى الطرق، وقد حافظت على هذه الأهمية على امتداد العصر الوسيط، مما مكنها من الاضطلاع بدور مهم في النشاط التجاري سواء داخل المغرب الأقصى أو خارجه.
عملت السلط التي تعاقبت على حكم فاس، ولاسيما خلال عصر الدول المركزية المرابطية والموحدية والمرينية، على توفير البنيات التحتية التي من شأنها أن تنعش تجارة المدينة، وفي مقدمتها الفنادق.
فنادق وأسواق
خلال العصر المرابطي، وتحديدا زمن يوسف ابن تاشفين عندما دخل المدينة سنة 462هـ/ 1070م تم تشييد عدد من الفنادق، وارتفع عددها خلال العصر الموحدي، حيث ذكر الجزنائي أن عددها بلغ خلال عهد الخليفة الناصر الموحدي 469 فندقا، وحصرها ابن أبي زرع في عدد أقل بفندقين. وعلى الرغم مما يبدو على هذه الأرقام من مبالغة اعتبارا لمفهوم أو مفاهيم الفندق خلال الحقبة التاريخية المدروسة، فيبدو أن العدد الذي أورده الوزان خلال القرن 10هـ/ 16م، مقبولا إلى حدا ما، إذ عدد منها قرابة مائة، «بعضها فسيح جدا…، وتتألف من ثلاث طبقات، منها ما يشتمل على مائة وعشرين غرفة، ومنها ما يشتمل على أكثر من ذلك».
وبعد تأسيس فاس الجديد، خلال العصر المريني، شيدت به فنادق خاصة بجاليات التجار الأجانب خاصة الميورقيين والكطلانيين. وكانت هذه الفنادق محط عناية خاصة من قبل السلطة.
محمد ياسر الهلالي
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019