لم يحسم الإنزال الأمريكي بالشواطئ المغربية، في إطار عملية ”طورش”، في مجريات الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على النازيين والفاشيين فقط، بل كانت له العديد من التداعيات تجاوزت ما هو سياسي وعسكري، إلى ما هو ثقافي واجتماعي وديني. إذ طالت تأثيرات وجود الأمريكيين بين ظهراني المغاربة أساليب الحياة اليومية داخل المجتمع، رجالا ونساء. كما حاول رجال الحركة الوطنية استغلال الحضور الأمريكي، الذي استمر لسنوات بعد نهاية الحرب الكبرى، لرسم هوامش أوسع للتحرك والمناورة ضد الاستعمار الفرنسي. مجلة ”زمان “تعود بكم، في الملف الشهري، إلى الأيام الأمريكية في المملكة.
عدا أغنية الحسين السلاوي «على هاذ الزمان واش نو صار» إلى «ما تسمع غير أوكي، أوكي بابي باي.. »، لا نعرف كثير أمر عن الإنزال الأمريكي لنونبر من سنة .1942 نعرف أكثر عن مؤتمر أنفا يناير ،1943 لكن الملابسات التي سبقت هذا الحدث الذي غيّر معالم العالم، تظل مجهولة، إذ من خلال مؤتمر أنفا تقرر ضرب قوات المحور جنوبا، ومن تم حسم مآل الحرب.. وهو المؤتمر الذي بث وعيا جديدا لدى الطبقة السياسية المغربية، ومن ثمة يعتبر تحولا.
ظل أهم مرجع يُعتد به، هو ما كتبه ابن روزفلت (أيليوت) في كتاب يحمل عنوان “أبي قال لي..“ نعم هي شهادة حول المسرحية، ولا ترقى الشهادة إلى ما وراء الكواليس، وهو ما يهم ..لحسن الحظ أن صدر كتاب يغطي تغطية دقيقة ملابسات الإنزال الأمريكي والتواجد الأمريكي عقبه، من خلال الأرشيف الأمريكي، سواء الحربي أو الدبلوماسي، أو حتى الشخصي من مذكرات من عايشوا الحدث، للباحثة ميريدث هندلي “ “Meredith Hindeleyبعنوان “الوجهة الدار البيضاء، المعركة من أجل شمال إفريقيا“ خلال الحرب العالمية الثانية “Destination Casablanca” وهو الذي نعتمده. وهو أهم مرجع، نعرض لبعض من خطوطه العريضة حول الإنزال ومؤتمر أنفا.
المراجع الفرنسية شحيحة، وهي تحيل إلى لحظة غير مشرقة من تاريخ فرنسا، مع تذبذب بين حكومة فيشي الموالية لألمانيا، وحكومة فرنسا الحرة في الجزائر. ظلت الإقامة العامة بالمغرب وفية لتوجه فيشي، وحولت ولاءها بعد الإنزال، تكتيكيا، أما المصادر المغربية فمنعدمة. كانت لعبة كبيرة، المغرب ساحتها، والفاعلون غير مغاربة.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 97 من مجلتكم «زمان»