كان الحسن اليوسي أول وزير داخلية في تاريخ المغرب المستقل، ثم سرعان ما اختفى عن الأنظار بعد اتهامه بالتحضير لعصيان تافيلالت. ماذا كانت خلفيات حركته وكيف التقت مع مصالح أطراف أخرى؟
لم يسبق أن اختفى وزير فجأة عن الأنظار كما حصل مع الحسن اليوسي، ابتداء من يوم 22 دجنبر 1958، ليعلن عن إعفائه رسميا بعد أربعة أيام من منصبه كوزير للتاج. وضع البلاغ الصادر عن الديوان الملكي بإعفاء اليوسي، يومئذ، حدا للحياة السياسية لأول وزير داخلية في المغرب المستقل. اختفى الرجل منذ ذلك الحين من المشهد واختفت معه، بدون شك، الكثير من تفاصيل المواجهة بين حزب الاستقلال والتيار الذي كان يمثله اليوسي. احتل اسم عدي وبيهي صدارة هذه المواجهة، حين بادر بعصيانه الشهير، لكن الواقع أن الحسن اليوسي لعب الدور الأبرز في تأسيس وتحريك هذه الحساسية، ولعله كذلك الأب الروحي للحزب الذي مثلها بعد فشل عصيان تافيلالت، تحت اسم “الحركة الشعبية”. فماذا كانت طبيعة التناقض بين حزب الاستقلال والتيار الذي تصدره اليوسي؟ وماذا كان موقع القصر من هذه المواجهة؟ ولماذا التقت مصلحة تيار اليوسي ومصلحة الجيش الفرنسي الذي استمر منتشرا في المغرب حتى سنة 1961؟
ينتمي الحسن اليوسي إلى تلك الأقلية من القياد الذين رفضوا نفي السلطان محمد الخامس سنة 1953. كلفه هذا الموقف الوطني العزل من منصبه قائدا على قبيلة آيت يوسى نواحي صفرو في الأطلس المتوسط. بعد عودة محمد الخامس إلى العرش، وتشكيل أول حكومة مغربية تتفاوض على الاستقلال، عين اليوسي وزيرا للداخلية، واشتغل إلى جانب وزراء حزب الاستقلال في تلك الحكومة التي اقتضت الضغوط الفرنسية أن تكون “متوازنة” لا يسيطر عيلها الوزراء الاستقلاليون.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 36 من مجلتكم «زمان»