في أواخر ثمانينات القرن الماضي، صدر قرار «غامض» يقضي بمنع رواية «الخبز الحافي» التي كتبها محمد شكري. مجلة «زمان» تعود إلى سيرة شغلت النقاد والقراء طويلا.
كانت شكاية، تقدمت بها جمعية آباء وأولياء التلاميذ بإحدى ثانويات مدينة الرباط، في عام 1989، كافية لتستنفر المصالح الأمينة وتسحب جميع نسخ «الخبز الحافي» من المكتبات والأكشاك ولدى شركات التوزيع.
وبررت الشكاية طلبها بكون الرواية، التي تنتمي إلى ما يمكن تسميته بـ«الواقعية القذرة»، تستلهم قاموسها من عوالم مدينة طنجة السفلية على لسان اللصوص وممتهني وممتهنات الدعارة وسكارى الليل والملاعين الأمريكيين والهيبيين «الذين كانوا يحجون لطنجة بحثا عن الجنس والمثلية والمخدرات، وشجبا للقيم الغربية التي أنتجت حربين عالميتين»، وفق رواية المسرحي الزبير بن بوشتى أحد أصدقاء شكري.
والواقع أن ما صاغه محمد شكري، يقول الناقد يحيى بن الوليد، «كان متداولا على صعيد الواقع، مثلما كان معيشا على نحو أفظع في حال آخرين وكثيرين، غير أنه في حال شكري حصل تصعيد لهذا الواقع المرير إلى دوائر الكتابة، وحصل نوع من التصعيد على مستوى الخطاب في الوقت ذاته». كما يعتقد الروائي أحمد المديني، الذي كان يعرف شكري منذ نهاية الستينات، وكانا يقومان معا بغارات ليلية «خطيرة» من نزوات الشباب، أنه ولا زمرته الأدبية وجدا في رواية «الخبز الحافي» إذاك أشياء مثيرة فوق العادة، «خاصة وأننا كنا مشبعين إن لن أقل متخمين بحكايا «لمسيخط» التي ما انفك يرويها لنا كلما جمعنا السمر في طنجة أو خارجها لمناسبات شتى».
عمر جاري
تتمة الملف تجدونها في العدد 27 من مجلتكم «زمان»