داخل القصور السلطانية، عبر تاريخ المغرب، كان هناك دائما وزير مميز يحظى بثقة السلطان. وفي القرن التاسع عشر، عُرف هذا الوزير بتسمية “الصدر الأعظم”. فما هي جذور هذه التسمية؟ وما هي الأدوار التي كانت موكولة إلى الصدر الأعظم؟ ومن هم أبرز من تعاقبوا على هذا المنصب؟ المؤرخ مصطفى الشابي يجيب عن هاته الأسئلة في هذا الحوار.
متى بدأ استعمال اصطلاح أو مفهوم الصدر الأعظم لأول مرة، وهل هو ذو أصل مغربي؟
تسمية وزير من وزراء سلاطين القرن التاسع عشر بالوزير الأعظم أو الصدر الأعظم تمتد جذورها إلى حقبة تأسيس الدولة الإسلامية في المشرق، ثم بعد ذلك إلى فترة ما سبق من الدول التي تعاقبت على حكم المغرب انطلاقا من الأدارسة ومرورا بالمرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين.
في هذه الحكومات، التي تعاقبت على حكم المغرب، كان هناك دائما وزير مميز يحظى بثقة العاهل الحاكم. ولكن هذه التسمية انتشرت أكثر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي تحيل إلى نظام سياسي معين وهو النظام المغربي ما قبل سنة 1912.
عمليا، ما هي الأدوار التي كانت موكولة لمن يتقلد منصب الصدر الأعظم خلال القرن التاسع عشر؟
في تنظيم الأمور داخل النظام المخزني، كان يتم، دائما، الفصل بين ما هو خاص بالقصر وبالسلطان وبعائلته، وقد كان يشرف على هذه الشؤون قائد المشور وموظف سام هو الحاجب الذي لا يفارق السلطان. أما خارج القصر، فإن مهمة تدبير العلاقات مع المجتمع والنخب من علماء وتجار وقادة قبائل ومسؤولين وكذا الأجانب، فقد كانت مهمة محفوظة للصدر الأعظم، ويجب القول إن تنظيم الحكومة في القرن التاسع عشر كان بسيطا جدا، فيما كان دور الصدر الأعظم هاما جدا.
تتمة الملف تجدونها في العدد 63 من مجلتكم «زمان»