يتفق كل الذين تحدثوا عن الكاتب والناقد مصطفى المسناوي بأنه قامة فكرية متعدد المشارب الفلسفية والفنية. وبإزاء ذلك، يضيفون بأن علمه ذاك لم يزده إلا تواضعا لا كبرا. رحل المسناوي قبل أربع سنوات بشكل مفاجئ تاركا صدمة في الساحة الثقافية والسينمائية داخل المغرب وفي الأقطار العربية. في هذا البورتريه تضيء “زمان” جوانب من مسيرة الراحل وعطاءاته.
ولد المسناوي بمدينة الدار البيضاء سنة 1953، وفيها بدأ تعليمه الأولي قبل أن ينتقل إلى الرباط للدراسة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وحصل منها على الإجازة في الفلسفة ثم على دبلوم الدراسات المعمقة. مارس مهنة تدريس الفلسفة بثانوية ابن زيدون بالدار البيضاء، ثم التحق بالتدريس الجامعي بكلية الآداب بن مسيك بنفس المدينة. لكنه خلال هذه السنوات لم يتقلب بين الفكر والأدب فحسب، بل لاقى ويلات السجون وذاق مرارة سنوات الرصاص بسبب مواقفه وانتماءاته السياسية.
ما جنته عليه السياسة
يقول المسناوي عن نفسه: «التحقت بالمستوى الاعدادي في سنة 1965 بمدينة الدار البيضاء، وهو ما يوازي الأحداث التي شهدها المغرب. وبعد سنتين وقعت نكبة 67 الشهيرة، ولم أع حينها بشكل كاف أبعادها الحقيقية. وفي بداية السبعينات تشكل لدي وعي بأن ما يجري في العالم العربي هو جزء مما يحدث في العالم، وبأن هناك نضالا مشتركا بين البلدان العربية».
في الجامعة، اكتشف أن النضال ضد الظلم ليس على المستوى القومي العربي بل على المستوى الأممي، على حد تعبيره. ورافقت تلك الفترة الثورة الصينية وانتفاضات الطلاب في باريس ووفاة جمال عبد الناصر… فتشكل وعيه نتيجة مجموعة من الأحداث التي عايشها. هكذا وفي مستهل السبعينات، انخرط المسناوي في تبني أفكار ثورية ليجد نفسه داخل “منظمة 23 مارس” الماركسية وعلى تواصل مع رموزها، فكان مصيره الاعتقال وقضاء أكثر من سنتين تحت التعذيب والتنكيل مع باقي الرفاق السياسيين والمثقفين.
يذكر عبد الصمد بلكبير علاقته الأولى التي تعرف بها على المسناوي بشكل غير مباشر منذ بروز ما صار يسمي باليسار الجديد. «ففي محيط هذا اليسار توجد بعض الرموز الثقافية المبدعة التي كان من بينها مصطفى المسناوي وعبد القادر الشاوي».
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 73 من مجلتكم «زمان»، نونبر 2019