اختار السعديون مدينة مراكش لإقامة مجمع جنائزي يأوي مدافنهم، وهو المجمع الذي يعد واحدا من مباني السعديين القليلة التي لم يطلها التخريب.
دأب الملوك والسلاطين، منذ فترات غابرة، على تشييد معالم عمرانية جنائزية تأوي مدافنهم وقبور أسلافهم وأخلافهم. وفي هذا الصدد، تحضرنا ببلاد المغرب “قبة الباروديين” المرابطية المحاذية لمسجد ابن يوسف بمراكش التي تعد من بين أقدم العمائر الجنائزية، يضاف إليها ما شيده الخلفاء الموحدون من بناء ملوكي بتينمل على قبر ابن تومرت ليضم أجداثهم، كما اتخذ المرينيون من شالة ومن “القلة” أو “قبب بني مرين” خارج باب الجيسة بفاس مقبرة ملكية لحكامهم.
موقع ممتد في الزمان
توجد الروضة المشرفة السعدية بقصبة مراكش في الجهة الجنوبية من المسجد الذي أسسه المنصور الموحدي، الموسوم بجامع القصبة، تحيط بهذا المكان من جهاته الأربع مباني مختلفة، ويقع المدخل الرئيس له بالواجهة الغربية. تتشكل هذه المعلمة الجنائزية من منشأتين، تنتصب إحداهما في الجهة الشرقية والأخرى بالجهة الغربية، مع امتداد خارجي مكشوف للمقبرة تظلله بعض الأشجار والنباتات. تعرف المنشأة الأولى بقاعة لالة مسعودة، أما المنشأة الثانية فتنفتح فيها ثلاث قاعات: قاعة الصلاة وقاعة الاثني عشر عمودا، وقاعة الكوات الثلاث. كان المدخل الأصلي لهذا المعمار الجنائزي انطلاقا من باب يصله بمسجد القصبة، غير أنه مع مستهل القرن العشرين، وبعد أن اكتشفت مصلحة الفنون الجميلة والمباني التاريخية زمن الحماية الفرنسية هذا البناء سنة 1917، تم فتح مدخل بالزاوية الجنوبية الغربية ينفذ إلى الضريح.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»