لم يستقر اليهود بمراكش إلا على عهد السلطان عبد الله الغالب بأمر الله السعدي، الذي أمر ببناء حي خاص بهم.
كان اليهود، حسب إشارة الشريف الإدريسي، لا يقيمون بمراكش في بداية تأسيسها، بحيث كانوا يدخلون إليها بالنهار بأمر من الأمير علي بن يوسف لتقديم بعض الخدمات أو لقضاء مآربهم، ثم يغادرونها قبل حلول المساء، لأنه من بات منهم فيها «استبيح ماله ودمه»، مما جعلهم حريصين على الانصراف منها في آخر النهار.
“المواسين” و”أسول”
ذهب بعض الباحثين إلى أن أصول يهود مراكش من أغمات والقرى المجاورة، وذلك قبل قدوم اليهود المهاجرين من الأندلس، بحيث يحتمل أن هذه الفئة هي التي شجعت هؤلاء للتوجه إلى هذه الحاضرة للإقامة بها، ويبدو أن قرار منع اليهود من الاستقرار بالمدينة لم يعد ساري المفعول بعد المرابطين لأنه لا يعقل أن يَفِدَ المهاجرون الجدد عليها مع وجود حظر للسكن بها. وليس هناك معلومات عن الفترة التي سُمح فيها لليهود بالسكن في مدينة مراكش، ويحتمل أن ذلك كان في نهاية القرن 8هـ/ 14م، تزامنا مع قدوم الطلائع الأولى من يهود الأندلس المضطهدين المطرودين من الإسبان. ففي هذه المرحلة، وفدت على الشمال الإفريقي أعداد كبيرة من اليهود وذلك على دفعتين: الأولى كانت سنة 793هـ/ 1391م، والثانية سنة 897هـ/ 1492م، فكانت مراكش وجهة بعضهم.
عبد المالك ناصري
تتمة الملف تجدونها في العدد 66 من مجلتكم «زمان»