من خلال النصوص التاريخية، يتضح أن المغرب عرف النشاط المنجمي منذ قرون غابرة.
بحسب ما أورده البكري والشريف الإدريسي والحسن الوزان وغيرهم فإن النشاط المنجمي بلغ شأنا لا يستهان به في الفترتين الوسيطية والحديثة. فمن أهم المعادن التي كانت تستغل خلالها هي الفضة والنحاس والحديد، وفي بعض الأوقات استخرج الذهب والقصدير والرصاص.
يذكر كتاب “التاريخ المنجمي بالمغرب”، أنه نظرا لضعف تصنيع هذه المعادن، والتي اقتصرت على صناعة الأواني المنزلية ولوازم الزراعة والأسلحة، فإن غالبها كان يصدر إلى الدول الأوربية أو يتم التبادل بها مقابل السلع الاتية من بلاد السودان.
يورد الكتاب على سبيل المثال أشهر المواقع: معدن الفضة ببلاد درعة وسجلماسة وسوس، ومعدن النحاس بجبال الاطلس المتوسط، ثم معدن الحديد بجبل العوام، والذهب ببلاد تاجوت.. وغيرها من المواقع المنجمية.
ظل المغرب لقرون طويلة، بلدا غامضا بالنسبة للأوربيين إلى غاية القرن التاسع عشر. خلال هذا القرن تدرجوا في القدوم إليه والتوغل فيه اقتصاديا، لا سيما بعد حصولهم على امتيازات بالإقامة والتجارة. هكذا انصب اهتمام الأوربيين أيضا على ثروات المغرب فتوسعت أبحاثهم ونشاطاتهم الجغرافية، قبل أن تتحول إلى اهتمام كامل بالمعادن والمباشرة باستغلال المناجم بعد توقيع المغرب معاهدات واتفاقيات في بداية القرن العشرين.