في مراحل مختلفة من تاريخ المغرب وجدت السلطة السياسية نفسها في مواجهة مواقف معارضة لعدد من مشاريعها من طرف علماء تبنوا منهج “المعارضة الناصحة”، في معظم هذه الحالات تبنت السلطة خيار القمع.
حفل التاريخ المغربي بأمثلة كثيرة لعلماء أو فقهاء قاموا بمخالفة مشاريع جاء بها حكام المغرب، وذلك عن طريق تقديم النصيحة لهم لثنيهم عن المضي في قرارات رأوها مخالفة لأحكام الفقه والشرع، وكثيرا ما قادتهم هذه المواقف التي تبنوها إلى التعرض إلى المحن والسجن. فقد تبنت السلطة السياسية خيار التأديب والقمع لإخراس هذه الأصوات التي شقت في تقديرها عصا الطاعة، وتبقى حالتا العالمين عبد السلام جسوس ومحمد بن عبد الكبير الكتاني أبرز هذه الحالات، إذ أدت بهم آراؤهم الناصحة إلى القتل.
نصيحة جسوس الكبرى
تبقى أشهر محاكمة تعرض لها العلماء، الذين آثروا عدم تأييد السلاطين في قراراتهم، هي تلك التي تعرض لها الفقيه عبد السلام جسوس الذي تزعم حركة علماء فاس المعارضة لقرار السلطان مولاي إسماعيل تأسيس جيش من العبيد والحراطين. واعتبر جسوس، كما عدد من العلماء البارزين في فاس، أن في تأسيس هذا الجيش بهذه الطريقة مخالفة لا لبس فيها للشرع الإسلامي، وقد تركز الخلاف أساسا على جزئية شراء الحراطين باعتبارها استرقاقا للأحرار.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 54 من مجلتكم «زمان»