اختار عدد من التجار المغاربة، خاصة من فاس، الاستقرار في مصر، ونجحوا في تجارتهم، قبل أن ينجحوا في اختراق الجهاز العسكري والتقرب من علماء الأزهر.
قد يغيب عن ذهن الكثيرين أن المغاربة لعبوا دورا هاما في تكوين المجتمع المصري خلال فترات قديمة من التاريخ، بل وقاموا بتأسيس كيانات اقتصادية قوية ومتينة، وربطوا علاقات متوازنة مع السلطة السياسية الحاكمة، واخترقوا الأجهزة العسكرية والدينية المصرية لترسيخ وجودهم وتثبيت أقدامهم داخل مجتمع غريب عنهم. ويعود الوجود المغربي في مصر، بحسب ما تحكيه المصادر التاريخية، إلى العصر الفاطمي. غير أن عوامل هذه الهجرة المغربية قد تظافرت وازدادت في القرن الثامن عشر خلال الحقبة العثمانية.
دوافع الهجرة
يعتبر المؤرخ المصري حسام عبد المعطي، الذي تخصص في الموضوع، أن الجالية المغربية في مصر كانت تمثل أكبر جالية مسلمة وافدة إلى مصر خلال هذه الفترة، وأسهمت عوامل عديدة في بداية هذه الهجرة المغربية إلى مصر ابتداء من القرن الثامن عشر، من بينها ظروف سياسية اجتماعية داخلية محلية، وأخرى خارجية مرتبطة بالعلاقات بين المغرب ومصر، وأيضا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مصر.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»