ساهم عبد العزيز التازي في بناء الصناعة المغربية في مراحلها التأسيسية الأولى، واشتهرت مقاولته بالمنتوجات التي ابتكرها في ميداني البلاستيك و”البونج”، في فترة كان فيها القطاع الخاص الأجنبي يسيطر على الاقتصاد الوطني. كيف بدأت هذه المغامرة؟ وما أسرار نجاحها؟ إليكم القصة، من خلال ذاكرة ابنه كريم التازي.
ماذا تعرف عن نشأة والدك، عبد العزيز التازي، ومراحل تعليمه الأولى؟
رأى والدي النور في فاس حوالي سنة 1924 أو 1926، إذ لم يكن متيسرا تدقيق تاريخ الميلاد في تلك الفترة. التحق بالمسيد، مثل كل أبناء جيله. لكنه لم يتلاءم مع نمط التعلم هناك، فارتأى والده، الذي كان يتاجر في الشاي، أن ينقله إلى المدرسة النظامية، حيث قضى المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية. لكن وفاة والده، وهو في سن الرابعة عشرة، جعله ينقطع عن الدراسة ليشارك في إعالة الأسرة. عمل أولا كمساعد تاجر، ثم تحول إلى إصلاح أجهزة الراديو. بدأت هذه المغامرة عندما اطلع على كتاب سلمه إياه أحد مدرسيه الفرنسيين يحمل عنوان «La radio, mais c’est facile»، فاستطاع بفضله أن يتعلم تدريجيا كيف يمكن إصلاح هذا الجهاز الذي كان آنئذ أهم جهاز في كل بيت، ومن خلاله يستقي الناس الأخبار. بعد فترة، اكترى محلا صغيرا في أحد أزقة المدينة القديمة جعله مقرا له، وهو في سن الخامسة عشر تقريبا. بعد حوالي سنتين أو ثلاثة، عاد للعمل بالتجارة، مستفيدا من بعض ما ادخره من إصلاح الراديوهات. أقام شراكة مع أحد أصدقائه لاستيراد سلع استهلاكية مختلفة وبيعها في فاس. ولما تحول مركز الحركة الاقتصادية إلى الدارالبيضاء انتقلا إليها معا، وكان سنه آنئذ حوالي عشرين سنة.
أي أنه بدأ من خلال مبادرات ذاتية، وليس بالضرورة مستفيدا من ميراث أو سند عائلي معين؟
تماما، كان مضطرا للاعتماد على نفسه منذ وفاة والده وانقطاعه عن الدراسة. انتقلت معه العائلة إلى الدارالبيضاء مستمرا في التجارة، إذ كان يبيع السلع المستوردة من مدينة ليون وهونكونغ. في هذه الفترة، أي الأربعينات من القرن الماضي، انخرط في حزب الشورى والاستقلال.
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»