في سن السادسة والتسعين، ما يزال عبد الكريم غلاب محافظا على الكثير من حيوته: يحضر مرتين في الشهر اجتماعات أكاديمية المملكة، ويستقبل في بيته زواره من سياسيين ومثقفين وإعلاميين. قبل أشهر قليلة، صدرت له رواية جديدة بعنوان «المنفيون ينتصرون». في سنة 1937 ،انتقل وعمره لا يتجاوز 18 سنة إلى القاهرة لمتابعة دراسته. بعد عشر سنوات، في ماي 1947 ،كان على موعد مع أحد أهم الأحداث في حياته: تحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي بعد 21 سنة من المنفى. يحكي غلاب تفاصيل هذه القصة التي شارك في صناعتها.
توجهت إلى القاهرة سنة 1937 لمتابعة دراستك، حدثنا عن هذه الرحلة. ولماذا القاهرة؟
الرحلة إلى القاهرة كانت حلما يراودني قبل سنة 1937، إذ كان لدي اتصال وجداني بثقافة مصر وكتابها وقضاياها. فكنت حتى قبل 1937 أطمح أن أكون طالبا في القاهرة. وكانت هناك عراقيل كثيرة تحول دون تحقيق هذا الحلم: عراقيل مادية وأسروية واجتماعية. في ذلك الوقت كان السفر إلى القاهرة، خصوصا أمام طالب صغير السن، يتطلب أياما وأياما. المهم أنني عزمت على التوجه إلى مصر، كما اتخذ زملاء لي في الدراسة القرار نفسه. كانوا في مثل سني أو أكبر أو أصغر قليلا. سلك كل منا طريقه الخاص، وجمعتنا القاهرة. التحق أغلبنا بكلية الآداب، قسم اللغة العربية.
في تلك السنوات، كانت مصر تزخر برواد الأدب في الساحة العربية. هل درستم على يد بعضهم؟
درسنا على يد الرواد المعروفين آنذاك في الساحة الأدبية وفي الكلية، منهم طه حسين وأحمد أمين وشوقي ضيف وعبد الحميد العبادي وأمين الخولي. كانوا أساتذة مميزين.
حاوره خالد الغالي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 18 من مجلتكم «زمان»