كان ابن مشعل ينتمي إلى عائلة ثرية، وورث الكثير من الأموال والقصور، جعلته يطغى في الأرض، غير أن نهايته كانت على يد مؤسس الدولة العلوية.
عوامل كثيرة كانت خلف انهيار الدولة السعدية بالمغرب أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، والتمهيد لظهور دولة العلويين، من أهمها الحروب التي اندلعت بين أبناء المنصور وصراعهم حول الحكم، وهو ما أدى إلى انقسام المغرب إلى دولتين، واحدة بفاس يحكمها المأمون، وأخرى بمراكش على رأسها زيدان، فيما توزعت المناطق الأخرى بين عدد من الزوايا، كالدلائيين الذين حاولوا توحيد المغرب تحت لواء الزاوية، أو السملاليين الذين كان لهم نشاط سياسي واقتصادي نافذ، خصوصا بمنطقة سوس، إضافة إلى العياشي الذي كان مهتما بتوجيه المقاتلين لمقاومة الاحتلال الإسباني سواء بالمعمورة أو جهة طنجة والعرائش .وقد أدت هذه الأوضاع المتردية إلى تدهور الاقتصاد، بسبب تضرر صناعة السكر، وانخفاض مداخيل التجارة الصحراوية، إضافة إلى تداعيات الجفاف، وانتشار المجاعات والأوبئة. كل هذه الأوضاع أدت إلى دخول البلاد في مرحلة فراغ سياسي، وهو ما جعل عددا من الأعيان وذوي الجاه يسعون إلى الانفراد بحكم مناطقهم، ومن هؤلاء هارون بن مشعل اليهودي، الذي حاول تأسيس مقاطعة يهودية بنواحي غياثة، وليصبح حاكما لتازة وفاس. فمن يكون ابن مشعل اليهودي؟ وما هي أصوله وخلفياته؟ وكيف تمكن من السيطرة على تازة ونواحيها؟ وكيف كانت النهاية والخاتمة؟
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 111 من مجلتكم «زمان»