لم تمض إلا أشهر قليلة على دخول أول دستور للولايات المتحدة الأمريكية حيز التطبيق، في مارس 1789 (تم قبوله قبل ذلك بسنتين)، حتى كانت نسخة منه بين يدي السلطان سيدي محمد بن عبد لله. كانت النسخة مرفقة برسالة وجهها جورج واشنطن أول رئيس أمريكي، وهي مؤرخة في نيويورك في شهر دجنبر 1789أي 6 أشهر بعد انتخاب واشنطن رئيسا. تقول الرسالة: ”إلى جلالة إمبراطور المغرب، وصديقي الهمام العظيم .منذ تاريخ خطابنا إلى جلالتكم، فضلت الولايات المتحدة الأمريكية تبديل حكومتها بأخرى جديدة تتفق والدستور الذي أتشرف بإرفاق نسخة منه مع الخطاب”. وكانت هذه الرسالة في الواقع جوابا على رسالة قديمة كتبها السلطان سيدي محمد بن عبد لله، في 17 غشت 1788إلا أن انشغال الأمريكيين بمشاكلهم الداخلية حالت دون تسلم المغرب الرد الأمريكي .لكن بعيد انتخاب جورج واشنطن، تم الرد على رسالة السلطان المغربي. في هذا الرد، شكر واشنطن السلطان بن عبد لله على تدخله لدى كل من تونس وطرابلس (ليبيا حاليا) لحل بعض مشاكلهما المتعلقة بالتجارة البحرية مع الولايات المتحدة، وختم رسالته قائلا: ”ويسرني في هذه المناسبة أن أؤكد لجلالتكم أنه طالما سأكون على رأس هذه الأمة فلن أتوانى عن تشجيع كل وسيلة من شأنها أن تدعم الصداقة والانسجام القائمين -لحسن الحظ- بين إمبراطوريتكم وبيننا، بل وسأعتبر نفسي سعيدا كلما تمكنت من إقناع جلالتكم بالتقدير الكامل الذي أكنه لشجاعتكم وحكمتكم وأريحيتكم.
وفي سنة 1963وخلال زيارة الملك الراحل الحسن الثاني إلى الولايات المتحدة، رحب به الرئيس الأمريكي جون كينيدي بهذه العبارة: ”لقد أرسل أول رؤسائنا، الرئيس واشنطن، دستورنا إلى بلادكم سنة.1789 ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن، توثقت الروابط بيننا في السلم والحرب.
أي نتيجة
View All Result