انخرط أبو بكر القادري، مبكرا، في المقاومة وكان من المؤسسين لحزب الاستقلال. مارس العمل السياسي بمفهومه النبيل، ولم يقايض يوما مبادئه.
حارب دون أن يحمل السلاح. ودعا إلى العودة إلى الإسلام الحقيقي دون تشدد. مارس السياسة لكن وفق أسلوبه. كذلك، كان أبو بكر القادري الذي غالب ما وُصِف بأنه “شاهد على قرن”. فهذا الرجل الذي عاش 98 سنة، عايش الكثير من أحداث تاريخ المغرب المعاصر كفاعل ملتزم، وكرس نضاله لقضيتين رأى أنها تستحقان معركة الحياة، هما الوطن والإسلام. تشبع “سيدي بوبكر”، المولود عام 1914 بمدينة سلا، بهذا الحس الوطني في وقت جد مبكر. كان والده عالما مشهورا في أوساط السلاويين الذين كانوا يلجؤون إليه لحل خلافاتهم. غير أن الوالد “الحكيم” رحل، وترك وراءه أبو بكر دون أن يبلغ التاسعة من عمره. تلقى، في البداية، تعليما تقليديا على يد علماء كبار كالجريري وبنعبد النبي وبلعربي العلوي وشعيب الدكالي. وكان، وفق شهادات مجايليه، «فتى هادئا، ناضجا، منضبطا ومسؤولا، وطامحا في كسب يرتقي به إلى مصاف الكبار».
صحوة الوعي الوطني
عندما تبنت سلطات الحماية الظهير البربري، في ماي 1930، أدرك أبو بكر القادري أن الخطر يكمن في تقسيم المجتمع، فقرر، على غرار الكثير من أقرانه، الالتحاق بالحركة السلمية التي ولدت في المسجد الكبير في سلا. كانوا يجتمعون لتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم يرددون “اللطيف”.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»