لجأت الشيوعية الاسبانية باكيتا غورونيو إلى المغرب هربا من بطش فرانكو، ودفعتها الأقدار إلى أن تكون كاتبة لولي العهد الأمير مولاي الحسن، دون أن تغير قناعاتها.
في شقتها وسط العاصمة الرباط، أطفأت باكيتا الجمهورية “المجنونة”، نهاية شهر غشت 2017، آخر شموع حياة طويلة زاخرة بالأحداث السارة والضارة. أكثر من مائة سنة من الحياة عاشت معظمها على الأرض المغربية، متمسكة بقناعاتها إلى آخر يوم بأن لا تصالح مع اسبانيا إلا حينما تعود الجمهورية الثالثة، رافضة العودة إلى اسبانيا حتى بعد إرساء النظام الديمقراطي بتوافق بين الملك خوان كارلوس والقوى السياسية الاسبانية بعد رحيل الديكتاتور فرانكو.
لكن المثير أكثر في مسار باكيتا غورونيو هي حياتها المغربية التي استمرت ثمانية وسبعين سنة، عايشت خلالها الكثير من الأحداث التاريخية التي عرفها المغرب المعاصر، بل كانت في قلب بعضها، حينما اشتغلت لفترة من الزمن إلى جانب الحسن الثاني كسكرتيرة خاصة له، وهو يمهد لنفسه الطريق ليصبح ملكا.
فكيف لشيوعية متعصبة أن تكون في خدمة رجل لم يكن أي ود لليسار؟ تلك كانت واحدة من تناقضات فرانشيسكا لوبيز (اسمها الحقيقي)، كما هي تناقضات أي إنسان. ففي مقابل عدائها للملكية الصورية التي أعلنها فرانكو سنة 1947، كان لباكيتا موقف إيجابي من الملكية المغربية، وتحاشت طيلة فترة مقامها في المغرب التعليق على الأحداث السياسية الصاخبة التي عاشها المغرب المستقل.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»