شاءت الصدف أن يدخل اثنان من رفاق دراسة الحسين الدراجي، التاريخ المغاربي الراهن. فقد تقاسم الدراجي مقاعد الدراسة مع عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، وعبد الحق العشعاشي، المسؤول الأمني الشهير والمتوفى أخيرا. في ما يلي، ذكريات ومعطيات مثيرة ومفاجئة مما تحتفظ به ذاكرة الدراجي عن هاتين الشخصيتين.
ماذا تذكر عن نشأتك ومراحل تعليمك الأولى؟
أنا من مواليد 1935 بمدينة وجدة، حيث التحقت بمدرسة سيدي زيان لأتابع دراستي الابتدائية فالإعدادية. وهذه هي أول مدرسة أحدثتها فرنسا في المغرب سنة 1907. ثم انتقلت إلى”الكوليج الإسلامي” في الدارالبيضاء، الذي يسمى الآن بثانوية الحسن الثاني، قصد استكمال دراستي الثانوية. إثر ذلك، ولجت الوظيفة العمومية، متابعا في نفس الوقت الدراسة الجامعية في كلية الآداب بالرباط، لأحصل على دبلوم المعهد العالي للدراسات المغربية.
في مدرسة سيدي زيان تعرفت على عبد العزيز بوتفليقة، الذي سيصير له شأن في التاريخ المغاربي الراهن. كيف جاء حدث ذلك؟
وجدة مدينة حدودية كما هو معروف، لم يكن التنقل منها إلى الجزائر، أو العكس، يتطلب أية رخصة أو تأشيرة أو رقابة. لم نكن نفرق بين مغربي وجزائري، فلم نعرف أن بعض زملاء الدراسة جزائريون إلا بعد استقلال الجزائر! ومن ضمنهم الأخ عبد العزيز بوتفليقة. كان يقطن في حي بودير وأنا في حي أولاد عيسي، فتعرفنا على بعضنا في مدرسة سيدي زيان، وخصوصا في المطعم المدرسي، إذ كان الأستاذ بنكداش مدير المطعم يكلفني بمساعدته في توزيع حصص الوجبات على التلاميذ المستحقين. تحضرني هنا ذكرى طريفة مع الأخ بوتفليقة، إذ كان يتودد لي لأمكنه من حصة إضافية (بون) من الطعام، فقد كان أكولا!
حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»