لم يعرف المغرب مفهوم الأمن والشرطة بمعناه الحديث إلا مع بداية الاستعمار. وقبل ذلك، عرف تجارب، منذ المرابطين، استلهمها من أعراف القبائل.
لطالما اهتمت الروايات التاريخية بتنظيم الجيوش ودورها في نشأة وانهيار الدول المتعاقبة على حكم المغرب، معطية الأولوية للأمن السياسي إن جاز التعبير. لكن ماذا عن الأمن بمفهومه الأعم؟ أمن المجتمع وحواضره وقراه؟ ما هي الصيغ والأنظمة التي اهتدى إليها المغاربة، على مر العصور، لحفظ أمنهم؟ هل وجد “بوليس” أو شرطة كالتي نعرفها اليوم؟ كيف تطورت؟ وكيف ولد جهاز الشرطة العصري في سياق المؤسسات الحديثة التي أدخلتها الحماية إلى المغرب؟
تقترح عليكم “زمان” نبش هذه الجوانب من التاريخ الاجتماعي لبلادنا، منذ فترة الدولة المرابطية وإلى غاية الأزمنة الحديثة. فخلال العصر الوسيط، شكل حفظ الأمن هاجسا من هواجس السلطة المركزية، إذ كان جزء من مصادر مشروعيتها وضمان استمراريتها. هكذا، تبوأ “صاحب الشرطة” مكانة هامة في هرمية الدولة في قيادة “خطة الشرطة”، على عهدي المرابطين والموحدين، نظرا للمسؤوليات الجسيمة الملقاة على عاتقه في حفظ الأرواح والممتلكات وإقامة الحدود والتعازير، وحماية أبواب المدن وأسوارها وأبراجها، وتنفيذ أحكام الخليفة أو القاضي.
هيأة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 49 من مجلتكم «زمان»