قضى محمد بنبين أكثر من ثلث قرن في مجالس الحسن الثاني الخاصة. ويعتبر، حسب من اهتموا بسيرته، أقرب المؤنسين إلى قلب الملك الراحل، ورغم تورط أحد أبنائه في قضية الصخيرات، فإن حبل الود لم ينقطع بين الملك والفقيه.
ينحدر محمد بنبين، المولود في عام 1918 بالمدينة الحمراء، من عائلة مراكشية عريقة، وكان والده محمد بن عبد القادر بنبين يرتبط بعلاقات صداقة وجوار مع الأخوين المدني والتهامي الگلاوي، بل «كانت علاقات هي أمتن من الصداقة والتوادد، وأبعد من متاهات الحكم وخيلائه وخيالاته»، كما قال أحمد شحلان الأستاذ بكلية الآداب بالرباط في ندوة خصصت للاحتفاء بالفقيه بنبين في منتصف عام 2005 بمراكش. ويذكر الفقيه بنبين نفسه، في حوار أجرته معه «الجريدة الأخرى» في غشت 2005، أن والده رافق الگلاوي 65 سنة، من بينها 10 سنوات قبل أن يصبح باشا، كان يصحبه خلالها إلى الأسواق لبيع «الجلالب والبلاغي والتمور والحناء…».
وأضاف أحمد شحلان، في إشارة إلى بنبين الأب، «كان هذا الرجل يحف الأعراف لتكون زينة للناظرين، ويتحف الأسماع بنغمات وتر كمان… رجل كان يحسن المجالسة والمخالطة».
في هذه الأجواء، وفي بيت يمتد بين بساطة بنبين وفخامة الگلاوي، وفق ما أورده أحمد شحلان، شب وترعرع «لَشْهَيَّبْ»، وهو اللقب الذي اختير تحببا لبنبين الابن، وبدأ، منذ نعومة أظافره، يرث أسرار أبيه الأولى. أو كما يقول محمد أديوان، الأستاذ بكلية الآداب بالرباط، فإن الفقيه بنبين «نشأ في بيئة علمية وترعرع في كنف والد يعرف للعلم حقه، وللدين حقه، وللتصوف حقه، فنشأ الأستاذ بنبين في هذه البيئة الثقافية المتأثرة بالملمح الديني والملمح الصوفي المتميز لوالده، الذي كان تيجانيا راسخا في هذه الطريقة».
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 29 من مجلتكم «زمان»