فاز نادي الوداد الرياضي، أخيرا، بلقبه التاسع عشر في تاريخه. في هذا الحوار، يعود بوبكر جضاهيم قيدوم الوداديين، لاعبا ومسيرا، إلى ظروف تأسيس الفريق في عهد الحماية، وكيف وظف لعبة كرة القدم كوسيلة لمواجهة المستعمر الفرنسي. كما يكشف جضاهيم عن سياق اختيار الاسم، وعن علاقة الفريق بالأمير مولاي الحسن، ولي العهد حينئذ، ويقدم روايته عن قصة “علاش الكار ما جاش من فاس”، وعن انسحاب الرجاء في مباراة الديربي عام 1979. يتحدث جضاهيم، أيضا، عن خلفيات احتضان الفريق من طرف مجموعة البنك الشعبي، وعن حقيقة إشهاره مسدسا في وجه حكم.
لنتحدث أولا عن ظروف وسياقات تأسيس فريق الوداد البيضاوي…
أولا، يجدر بي أن أشدد، هنا، على تصحيح الاسم، ذلك أن الاسم الحقيقي والأصلي للفريق هو نادي الوداد الرياضي، بمعنى أن الرواد الأوائل حين فكروا في تأسيس الفريق، فقد اختاروا أن لا يمثل مدينة الدار البيضاء وحدها فقط، بل حرصوا على أن يكون ممثلا للأمة المغربية بأكملها، لذلك فهو “وداد الأمة”. أما فيما يخص ظروف التأسيس، فيمكن القول إن الفريق عرف ولادتين، الأولى وقعت في خضم الصراع مع المستعمر، فكان بذلك فريقا مناضلا مقاوما تحت تغطية رياضية، بمعنى أن الفريق لم يتأسس بهدف الممارسة الرياضية فقط، بل للمساهمة، بطريقة أخرى، في مواجهة سلطات الاستعمار الفرنسي وتوحيد الجماهير المغربية حول القضية الوطنية.
سنعود إلى الولادة الثانية لاحقا، ولنبق في بدايات التأسيس الأولى. هل صحيح أن من بين مؤسسي فريق الوداد الرياضي كان شخص جزائري يحمل الجنسية الفرنسية؟
يمكن أن أقول إن العديد من الجزائريين، الذين كانوا يعيشون في مدينة الدار البيضاء ويحملون الجنسية الفرنسية، كانوا يتعاطفون مع المغاربة وقضاياهم. أذكر من بينهم صبَّاح الذي كان صيدليا معروفا في المدينة، وبن مسعود الذي لعب في صفوف الوداد الرياضي، كما أنه كان من بين مسيريه في فترة ما. لم تكن، حينها، جنسية أحد هي من تحدد علاقته بالفريق، بقدر ما تحددها إرادته ورغبته في الالتزام بالقضايا التي تبناها النادي. كان هناك أيضا فرنسيون تعاطفوا مع النادي، كما أشير إلى أن بعض الفرنسيين من أصول جزائرية ساهموا في تأسيس فرق مغربية أخرى، من بينها الرجاء البيضاوي. والواقع أن تأسيس فريق الوداد الرياضي جاء بعدما أصبحت السلطات الاستعمارية تمنع المغاربة، مسلمين ويهودا، من ارتياد المسابح الأوربية والفرنسية على الخصوص. وكان من بين الممنوعين الدكتور عبد اللطيف بنجلون التويمي، رفقة مجموعة من أصدقائه، الذين كانوا يترددون على المسابح التي كانت منتشرة بكثرة بالقرب من الميناء.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 44 من مجلتكم «زمان»