أنشأ جون مدلطون حاكم مدينة طنجة، أيام الاحتلال الإنجليزي، حديقة عرفت باسم جنان القبطان، قبل أن تختفي، ويقام عليه حي سكني يُعرف حاليا باسم حومة جنان القبطان.
يحيل اسم جنان القبطان على البستان الذي أنشأه حاكم طنجة الإنجليزي جون مدلطون، المعروف بالقبطان، بجانب سور القصبة، وقد اشتمل على ضروب من المغروسات، وأنواع طريفة وفريدة من الفواكه، وأشكال مختلفة من الأزهار والنباتات النادرة. كان ذلك مقتصرا على المرحلة التي عاشت فيها طنجة تحت الحكم الإنجليزي، أما أثناء الاحتلال البرتغالي، فلم يكن هناك اهتمام بإنشاء البساتين بأحياء المدينة، بل كان لكل دار، من دور الأعيان، حديقتها الخاصة. غير أن ولع الإنجليز بالحدائق العمومية، جعلهم يقومون بهدم الكثير من البنايات لإقامة الحدائق العامة وتهيئها، التي انتشرت في مختلف أرجاء المدينة، وقد ذاع في تلك المرحلة بين سكان الشمال الأوربي أن من لم يشاهد الحدائق العمومية والبساتين الفيحاء، يمكنه أن يراها بمدينة طنجة، عند قدومه إليها، وكان بستان حاكم المدينة على رأس تلك الجِنان التي كانت تدهش زائريها.
من مدلطون إلى طنجة
عمل قبطان طنجة جون مدلطون على إنشاء بساتين واسعة أسفل أسوار القصبة، وأشرف بنفسه على تنسيقها وتزويدها بأندر أنواع الغراسات المجلوبة من خارج المغرب، خاصة من إسبانيا، ويحتمل أن بعض الفواكه يرجع ظهورها بالمغرب إلى هذه المرحلة.
أخذت حومة جنان القبطان بمدينة طنجة تسميتها من اسم حاكمها أيام الاحتلال الإنجليزي، وكان هذا الحاكم يعرف عند المغاربة والإنجليز باسمه العسكري القبطان، أما اسمه الشخصي فهو جون مدلطون، وقد استعمل لقب القبطان في الرسائل المغربية الموجهة إلى حكام طنجة من الإنجليز خاصة، واستمر ذلك حتى آخر حاكم وهو القبطان كرك، وهكذا عُرف أيضا بستان الحاكم الإنجليزي بطنجة باسم جنان القبطان، واستمرت هذه التسمية إلى ما بعد وفاته، وحتى بعد استرجاع المغاربة المدينة عام 1684، وبقي موسوما بذلك إلى اليوم، غير أن الدور السكنية التي أنشئت على أرضه حولته إلى حي عامر لا يحتفظ من الجنان إلا بالاسم.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 43 من مجلتكم «زمان»