الجنرال القادري يرحل
شهدت نهاية السنة الفارطة وفاة واحد من أهم الجنرالات الذين عرفتهم المؤسسة العسكرية المغربية طيلة عقود من الزمن، إذ أعلن في 21 من نونبر عن وفاة الجنرال عبد الحق القادري عن سن تناهز 82 سنة. بدأ القادري، المزداد سنة 1936 في مدينة الجديدة، مساره المهني سنة 1956، وعمل القادري بداية في السفارة المغربية في باريس قبل التحاقه بالديوان العسكري الملكي وهو بدرجة “قبطان”، ثم تدرج في مناصب عسكرية رفيعة بينها منصب المدير العام للأمن الوطني، ومنصب المدير العام لمديرية الدراسات والمستندات (لادجيد)، علاوة على منصب المفتش العام للقوات المسلحة والذي ظل فيه إلى أن تمت إحالته على التقاعد سنة 2004.
ضحية الإعدامات الثلاث يغادر
عن سن تناهز 98 سنة، أطفأ المقاوم محمد آجار المعروف بـ”سعيد بونعيلات” شمعته الأخيرة في إحدى مصحات مدينة الدار البيضاء. رأى بونعيلات النور سنة 1920 بإحدى قرى تافروات في سوس، وانخرط مبكرا في حركة المقاومة بمدينة الدار البيضاء. كما كان بونعيلات ضمن الدائرة الأبرز لمؤسسي جيش التحرير، ومن بين أطره داخل جبهة التحرير الجزائرية. تعرض بونعيلات للاعتقال أكثر من مرة أثناء فترة الحماية الفرنسية. وغداة الاستقلال برز اسم بونعيلات كواحد من رموز الجناح المسلح للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وصدر في حقه حكم بالإعدام في القضية المعروفة بـ”مؤامرة 1963″، قبل أن يستفيد من عفو ملكي رفقة آخرين، كما نجا من حكمي إعدام آخرين لاحقا على إثر تسليمه من طرف اسبانيا للمغرب سنة 1969.
آخر الموقعين على وثيقة الاستقلال يطوي الصفحة
عرفت نهاية سنة 2017 رحيل المقاوم محمد العيساوي المسطاسي الذي كان -إلى حدود وفاته في 9 نونبر -الوحيد من بين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال ممن لا يزالون على قيد الحياة. ولد المسطاسي سنة 1918 بمدينة مكناس، وانخرط في العمل الوطني منذ سنة 1934، كما شارك في انتفاضة ماء بوفكران أو معركة “الماء لحلو”، وكان أحد أعضاء اللجنة المكلفة بشن الإضراب بمكناس غداة الأحداث التي استمرت ثلاثة أيام وشلت فيها الحركة بالمدينة. وواصل المسطاسي عمله الوطني بتنسيق مع الوطنيين بمدينتي فاس والرباط، وكان من المؤسسين للكشفية الحسنية في بداية الأربعينات. وبسبب نشاطه السياسي في مدينته الأم مكناس، اعتقل المسطاسي سنة 1952 وتم نفيه إلى مدينتي الرباط واكادير. وذاق مرارة سجون بويزكارن وكلميم وقلعة مكونة واغبالو نكردوس إلى أن تم الإفراج عنه يوم 14 يوليوز 1955.
“المايسترو” يركل كرته الأخيرة
تميزت سنة 2017 برحيل عدد من الشخصيات البارزة في المشهد الرياضي المغربي، يبقى أبرزها اللاعب الدولي السابق عبد المجيد الظلمي وأوسكار فيلوني المدرب الأرجنتيني السابق الذي قضى سنوات طويلة في مجال التدريب بالمغرب. يعتبر الظلمي، الذي اشتهر بلقب “المايسترو، من أبرز لاعبي الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية في ثمانينات القرن الماضي. حمل قميص المنتخب المغربي، مبكرا في عام 1971 أي في الوقت الذي كان يبلغ 18 سنة فقط، وظل يجاور أسود الأطلس 17 سنة، وهو رقم قياسي لم يسبق لأحد أن حققه، وكان لاعب الرجاء أبرز لاعبي المنتخب الذين صنعوا ملحمة مونديال مكسيكو سنة 1986.
حزب الاستقلال يفقد بوستة وغلاب
فقد حزب الاستقلال خلال سنة 2017 وجهين بارزين لهما رمزية كبيرة في تاريخ الحزب، ويتعلق الأمر بكل من الصحافي والروائي عبد الكريم غلاب وامحمد بوستة الأمين العام السابق لحزب الاستقلال لأزيد من عقدين من الزمن. غلاب، الذي ولد في مدينة فاس سنة 1919، مزج بين العمل السياسي والإنتاج الأدبي والعمل الصحافي. وفضلا عن إسهاماته في إغناء المكتبة المغربية، تقلد غلاب عضوية مجلس رئاسة الحزب بعد وفاة علال الفاسي، كما شغل منصب وزير للخارجية سنة 1983. أما بوستة ابن مدينة مراكش، فيعتبر واحدا من مؤسسي حزب الاستقلال، كما شغل عدة مناصب في الدولة منها وزارتا الوظيفة العمومية ووزارة الخارجية، فضلا عن رئاسته للجنة الملكية الخاصة بإصلاح مدونة الأسرة. وكان لبوستة دور كبير في تشكيل الكتلة الديمقراطية، كما اشتهر بمعارضته الشديدة لوزير الداخلية السابق إدريس البصري ورفضه المشاركة سنة 1993 في حكومة التناوب الأولى.
المدغري وزير الأوقاف إلى مثواه الأخير
بعد معاناة طويلة مع المرض، رحل في الـ19 من شهر غشت عبد الكبير العلوي المدغري أشهر وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب. إذ تولى هذا المنصب لمدة 19 عاما، على عهدي الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، قبل تعيينه مديرا عاما لوكالة بيت مال القدس الشريف. اشتغل المدغري، المزداد سنة 1942 في مكناس، محاميا وأستاذا للتعليم العالي وباحثا بكلية الشريعة جامعة القرويين بفاس، وأستاذا محاضرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وأستاذا بالمعهد المولوي بالرباط. ولعب المدغري دورا كبيرا في تبديد السحب بين الإسلاميين والنظام تمهيدا لإشراكهم في العملية السياسية، وحاول كما سبق أن كشفت “زمان” إقناع جماعة العدل والإحسان بالتحول لحزب سياسي غير أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.
غويتيسيلو “المراكشي” يودع مدينته إلى الأبد
ارتبط الكاتب الاسباني خوان غويتيسولو بعلاقة وجدانية بمدينة مراكش التي أقام فيها لأزيد من ثلاثة عقود، واستقر بها إلى أن فارق الحياة في يونيو من السنة الماضية. وسيتذكر المراكشيون أن غويتيسولو قاد حملة الدفاع عن ساحة جامع الفنا في وجه “سماسرة العقار”، الذين كانوا ينوون تحويلها إلى حي سياحي. اعتبر غويتيسولو واحدا من أبرز الكتاب الإسبان خلال العقود الأخيرة، وقد عرف بمعارضته الشرسة لنظام فرانكو، واشتهر كذلك برفضه لجائزة القذافي العالمية للأدب سنة 2009 كموقف من نظامه.