كانت مدينة تازة، بالنسبة للفرنسيين، من الأهمية بما كان لتحقيق حلم الإمبراطورية الفرنسية في شمال إفريقيا. لقد كانت، كما وصفها أحد الضباط الذين قادوا الحملة، مدينة الميعاد.
استأثرت مدينة تازة، كممر يربط شرق المغرب بغربه، باهتمام كبير من لدن المؤسسة العسكرية الفرنسية وروادها قبل توقيع معاهدة الحماية، فأعوان المقيم العام الجنرال ليوطي العسكريون كانوا يحلمون منذ سنة 1911 بالقيام بحملة عسكرية كبرى تمكنهم من اختراق تازة وربط المغرب الأطلسي بالمغرب الشرقي والجزائر، وذلك لتحقيق حلم الإمبراطورية الفرنسية في شمال إفريقيا.
اقتنع الفرنسيون بأن اكتساح المغرب والسيطرة عليه لن يتم دون الاستيلاء على ممر تازة، الشريان الحيوي والموقع الاستراتيجي الهام الذي لن تتمكن فرنسا من تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية والاقتصادية بالمغرب دون السيطرة عليه، وفي هذا الصدد يقول أكوستان برنار «لا داعي إلى أن ننبه إلى الأهمية الكبرى التي نراها في هذا الممر الذي يصل المغرب الشرقي بالمغرب الغربي، وطالما أن هذه الطريق ليست بأيدينا فإن وحدة إمبراطوريتنا الإفريقية تبقى غير مستقرة».
جلال زين العابدين
تتمة المقال تجدونها في العدد 7 من مجلتكم «زمان»