لم تسجل مدينة شفشاون، حتى الآن، أي إصابة بفيروس كورونا المستجد، وفق آخر المعطيات الرسمية لوزارة الصحة. هذا الوضع دفع فعاليات المدينة، نشطاء مدنيين وسلطات ومجالس منتخبة، إلى وضع اليد في اليد لإطلاق مبادرة تحت شعار “شفشاون زيرو كورونا”.
وتعمل المبادرة على تحسيس الساكنة بضرورة احترام إجراءات الحجر المنزلي والخروج إلا عند الضرورة، في الوقت الذي انخرطت الجهات المعنية في عمليات تعقيم وتطهير الأزقة والشوارع والأسواق والسقايات، فضلا عن منع التنقل من وإلى شفشاون.
ويمكن القول إن موقع المدينة التي تحيط بها الجبال من كل جهة ساهم، بشكل كبير، في أن تبقى بعيدة عن جزئيات الفيروس. يدين الموقع الحالي لشفشاون، التي رأت النور في المنتصف الثاني من القرن الـ15، إلى بانيها مولاي علي بن راشد، الذي تصفه المصادر التاريخية بأنه كان “أميرا مستقلا بشفشاون وناحيتها”، بينما تذكره المصادر البرتغالية بأنه كان “سيد البلاد والقوم”.
ذكر البرتغاليين لعلي بن راشد، في متون تاريخهم، ليس اعتباطا، فقد اتخذ “سيد البلاد والقوم” من المدينة حصنا لمهاجمة قواتهم التي احتلت مدن الشمال، فيما تعذر عليهم الوصول تلك القصبة المعلقة في الجبل.
وكان بن راشد قد قضى خمس سنوات في الأندلس ما بين 1460 و1465. وقد ساعده مقامه، هناك، على اكتساب خبرة في بناء الحصون والقلاع الحربية.
أي نتيجة
View All Result