قبل أن يظهر “دليل دو روتارد” السياحي إلى الوجود، وضع أوغيست بوميي، بمجهوده الخاص منذ أكثر من قرن، دليلا رهن إشارة الأجانب الراغبين في ركوب مغامرات إلى المغرب.
غرى المغرب، دائما، مغامرين بزيارته، وخلدوها في كتابات ما تزال مرجعا للباحثين. كان ذلك قبل فترة طويلة من الاستعمار، بل عندما كانت البلاد ما تزال مغلقة رسميا أمام الأجانب، ولم يتمكن سوى عدد قليل من الضيوف “المختارين”، حسب الأصول والمرخص لهم من قبل السلطان نفسه، من عبور مناطق محدودة في بلاد مخزن. كان جان أرمان أحد الأجانب الأوائل الذين سجلوا انطباعاتهم عن المغرب. تعود أصول أرمان، المعروف أيضا باسم مصطفى، إلى تركيا، وحل بفرنسا لتدريس اللغات الأجنبية. وهناك التقى بالكاردينال ريشليو، الذي عمل على استقطابه لاعتناق المسيحية، قبل أن يكلفه بقيادة بعثتين بحريتين في عامي 1629 و1630. يعد كتابه “أسفار إفريقيا” النموذجي، الذي يصف فيه السواحل الغربية لمملكتي فاس والمغرب، من طرف البيبلوغرافيين “أحد أقدم التآليف الفرنسية الخاصة بالمغرب”.
تتمة الملف تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019