كانت القبيلة، عبر تاريخ المغرب، النواة الأولى لتأسيس دولة والاستئثار بالحكم. وكان قوة دولة ما من قوة القبيلة التي مدتها بالمال والرجال.
في البدء، كانت القبيلة، سيخبرك المؤرخون وعلماء الاجتماع بنفس الشيء. “أغلقوا أعينكم وتخيلوا نقطة الانطلاق والنواة المركزية للمغرب كمجتمع وبلد وأرض ووطن ودولة، وسترون…” بكل تأكيد، كانت القبيلة، لأنها تمثل الامتداد الطبيعي للعائلة، إنها عائلة أكبر بعدد أكبر من الآباء والأبناء. وكلما كان العدد أكبر، نكون أكثر قدرة واندفاعا لوضع قواعد وقوانين ومعايير، ولعب أدوار تتجاوز الإطار العائلي البسيط. باختصار، كلما كان عددنا أكبر وكانت تجمعنا مصالح مشتركة (رابطة الدم )، كلما طورنا “وعيا سياسيا“، وهو ما يفتح أكثر أبواب الطموح و السلطة والسيطرة. ثلاثة عناصر مختلفة نظمت وكونت وجه المغرب منذ فجره وهي القبيلة، الإسلام والملك. كرونولوجيا، كانت القبيلة أول عنصر جامع، فهي من ستعطي ولادة الشكل الأول من أشكال الملك، من خلال زعماء القبائل الذين ينتصبون كجنرالات حرب قبل تعزيز مكانتهم بشرعيات أخرى، ليصبحوا أمراء أو ملوكا. وكان الإسلام أول حدث كبير سيعطينا سلطة فوق قبلية، فليس الدم وحده من يجمع، ولكن هناك أيضا الدين. ولم تعد القبيلة وحدها من تتحكم في مصير المجتمع وإنما كونفدراليات قبائل، وهذا ما حدث في الجزيرة العربية بعد وصول الإسلام، وهو نفس الشيء الذي حصل تقريبا في العالم العربي–الأمازيغي، وفي المغرب.
وصول الإسلام والملك الذي يمثل كيانا أوسع على المستوى الترابي، أكثر مركزية وفوق قبلية، لم يمس بجوهر القبيلة، الذي ظل نفسه على الأقل إلى حين وصول الحماية.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”