يعكس مسار إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تاريخ رجل حافل، جعله شاهدا على أكثر من حدث واحد. فقد انخرط الرجل، مبكرا، في العمل النضالي من أجل حقوق الإنسان بمجرد حلوله بفرنسا من أجل متابعة دراسته العليا. وسرعان ما غادر المدرجات الجامعية، مكرسا كل وقته للعمل على توعية المهاجرين بحقوقهم، وأيضا على التعريف بالقضية الفلسطينية. هنا، يتحدث إدريس اليزمي عن تجربته الحقوقية الطويلة في فرنسا، قبل أن يعود إلى المغرب والمشاركة في مشوار العدالة الانتقالية.
متى بدأ وعيك السياسي؟
في عام 1972، التقيت في فرنسا، حيث كنت أتابع دراستي الجامعية في مارسيليا، بزوجتي أنييس، وكانت مناضلة في اليسار البروليتاري الماوي. وتدريجيا، تركت الجامعة، وكرست كل وقتي للأنشطة النضالية. وكنت، مع آخرين، نوزع مناشير في الجامعات، ونلتقي ما بين السابعة والتاسعة مساء عمالا مهاجرين.
فضلا عن ذلك، ساهمنا في صدور جريدة “العاصفة” للتعريف بالقضية الفلسطينية. وكنت، بين الحين والآخر، أشتغل في موسم الحصاد أو في أي شيء آخر حتى أعوض عن المنحة التي سحبت مني. إلى حدود عام 1975، كنت أنشط فقط في الأوساط المغربية. التقيت أعضاء في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب “أوطم”، لكني لم أناضل معهم.
هل يعني أن القضايا المغربية لم تكن تثير اهتمامك؟
بلى. بل شاركت في خلق فروع للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في المنطقة. وكنت ضمن من احتلوا القنصلية المغربية في مارسيليا مرتين بعد منع “أوطم”. كما دعمنا، علنا، جماعة الفقيه البصري الثورية. أذكر، هنا، أني حين حللت بباريس لحضور مؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تعرضت لهجوم من طرف رئيسه الاتحادي خالد عليوة، بدعوى أني مجرد عامل ولست طالبا. هذا يفيد أني كنت أهتم بالمغرب، غير أني كنت أجد نفسي أكثر في النضال من أجل فلسطين، وعملت رفقة آخرين على تأسيس “حركة الدفاع عن العمال العرب”. بالنسبة لي، لم يكن المغرب إلا جزءا من العالم العربي، وكنا نناضل على مستوى واسع يتجاوز بلدا واحدا.
حاوره سامي لقمهري
تتمة الملف تجدونها في العدد 48 من مجلتكم «زمان»