تسارعت الأحداث خريف سنة 1955 لتجد حركة المقاومة وجيش التحرير، نفسها، في مواجهة وضع غير متوقع. ما العمل وقد عاد محمد الخامس إلى العرش، والثورة انطلقت للتو؟ هل تضع السلاح أم لا؟ وفي أي خط سياسي تسير؟
لم يمض أكثر من شهر ونصف على انطلاقة جيش التحرير المغربي حتى عاد محمد الخامس إلى العرش. وجد جيش التحرير نفسه أمام مفارقة غير متوقعة. ما العمل وقد انفتح الطريق نحو الاستقلال؟ هل يضع سلاحه أم يستمر في القتال؟ وإذا كان لا بد من الاستمرار، فتحت أية راية سياسية؟ فرضت التحولات المتسارعة ابتداء من صيف سنة 1955، على قادة الحركة الوطنية، طرح هذه الأسئلة وضرورة الخروج بخارطة طريق موحدة لمواجهة المستقبل. لذلك دعا علال الفاسي، “زعيم” حزب الاستقلال، لاجتماع في مدريد شهر فبراير من سنة 1956. كان اجتماع مدريد هذا، أول لقاء يجمع قادة جيش التحرير والمقاومة، برفاقهم السياسيين في حزب الاستقلال، بعد عودة محمد الخامس إلى العرش. طبيعي، إذن، أن تكون القرارات التي ستصدر عنه على قدر بالغ من الأهمية، إذ يفترض أن تكون مؤسسة لما سيأتي. لكن أهمية هذه اللحظة لا تكمن فقط في ما أفرزت من قرارات، بل كذلك في ما برز فيها من خلافات.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 37 من مجلتكم «زمان»