عاش المغاربة، شأنهم في ذلك شأن سائر الشعوب، على خرافات وأساطير ظل بعضها حيا في الأذهان، وما يزال. فماذا كانت حاجتهم لهذه الخرافات؟ لمحة عن هذه الاستعمالات مع بول باسكون.
يكاد يحضر الجن في جل المعتقدات الخرافية التي عاش عليها المغاربة في الماضي، وما يزال بعضهم يعيش عليها إلى اليوم، ارتباطا مع ما تحيل عليه هذه الكائنات الخرافية من قوى وقدرات خارقة يمكنها شفاء العلل النفسية منها والجسدية. لا يوازي أهمية الجن في هذه المعتقدات الشعبية، سوى تلك الأهمية التي حظيت بها كرامات الأولياء الصالحين. أودع المتخيل الشعبي سر هذه القدرات الخارقة في المغارات أو الكهوف، حيث يعيش الجن، كما يعتقد، أو الأضرحة، حيث ترقد جثامين، الأولياء. قدرات تتراوح بين ما يلبي حاجات الأفراد مثل الاستشفاء أو صد الشرور المحدقة، أو الاغتناء بالتنقيب عن الكنوز المطمورة، أو حاجات الجماعات مثل الاستسقاء والاستنجاد في صد الغزوات الأجنبية. وقد اهتدى المخيال الشعبي المنتج لهذه المعتقدات إلى صيغة توفيقية تجعلها متلائمة مع الأركان الأساسية التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية، فلم تنل منها الدعوات المتواترة للعودة إلى السنة الصحيحة، لتستمر بذلك حاضرة في الواقع العيني المباشر، أو على الأقل في مصادر الثقافة الشعبية من موسيقى وأحجيات وأشعار.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»