ما تزال معتقدات خرافية تسود وسط المغاربة، سواء كانوا ميسورين أو فقراء، متعلمين أو أميين، يعيشون في البوادي أو المدن.
“التّابعة” و”العين”
مايزال معتقد “التّابعة” أو “العين” يسود عند عدد كبير من المغاربة، الذين يرون فيها ضربا من المس قد يحول دون تحقيق طموحهم في العمل أو الاغتناء أو الزواج أو الإنجاب… يرد البعض ذلك إلى وجود حساد، فيما يرده آخرون إلى عمل من السحر، فيعمل كل واحد، حسب إمكاناته ومعتقداته، على مواجهة “التّابعة” أو “العين” باللجوء إلى الفقهاء أو المشعوذين والدجالين أملا في وضع حد لهذه القوة الغيبية أو لهذه العين الشريرة. هناك من يكتفي بحمل “حرز” أو “سباب”، وهناك من السكان والتجار من يرسم أو يضع يدا بأصابع مجتمعة أو متفرقة على باب المنزل أو باب محله، أو يعلق حذوة الحصان على الجدران. بينما تضع النساء سلسلة تحمل التميمة المعروفة باسم”خْميسة” في اليد أو في العنق، ويحرصن على أن تفعل بناتهم نفس الشيء. وتكون تلك التميمة مصنوعة من معدن رخيص أو نفيس، بمعنى أن المعتقد يشترك، في الإيمان به، الأغنياء كما الفقراء. وهناك أسر تعتقد أن بنتها، التي تجاوزت الثلاثين ولم يحالفها الحظ في الزواج، قد تبعتها “تابعة” وأصبتها “عين”، وضربتها “مغرفة” أيضا، لذلك يقال عن التي لم تقترن وقد بلغت سن الزواج إنها “مضروبة بمغرْفة”. فتعمل الأسر والفتاة، معا، على ألا تضرب أو تلمس بـ”مغرفة”.
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»