على الرغم من كون الدرهم المغربي يعتبر اليوم عملة ضعيفة، فإنه عرف فترات من الازدهار. عودة إلى تاريخ مديد ومجيد. تاريخ المغرب وتاريخ المسلمين، بشكل من الأشكال.
دأب المغرب على استعمال النقود قبل وجود الدرهم الذي لم يظهر إلا مع بزوغ الإسلام. فالسلطات الحاكمة في المغرب، كانت تلجأ إلى سك النقود لتأكيد وجودها، على اعتبار أن العملة مرآة تعكس مدى قوة واستقلال الكيان السياسي القائم. أما قوة النقود المتداولة، فإنها تقدر حسب وزنها من الذهب أو الفضة أو النحاس، المؤشر الذي يعتبر دلالة حقيقية على قيمتها وقوتها. فخلال تاريخ المغرب العريق، كان الدرهم وجميع العملات المتداولة داخله عبر العصور، تخضع للتقلبات السياسية والاقتصادية المتعاقبة.
من المرجح أن يكون القرطاجيون أول من أدخل النقود إلى غرب المغرب. ففي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، أنشؤوا مراكز تجارية على السواحل الأطلسية والمتوسطية في شمال إفريقيا. وتحت ضغط المنافسة الشرسة التي كانت تمارسها أثينا ضدهم، قام الفينيقيون باستكشاف الأقاليم الغربية لإفريقيا الشمالية وإقامة مراكز تجارية بها، بحثا عن أسواق جديدة، وأيضا، بحثا عن الذهب والفضة والنحاس.
سامي لقمهري
تتمة الملف تجدونها في العدد 28من مجلتكم «زمان»