حولت إدارة الحماية الفرنسية ”عذير السلطان” بالقرب من مدينة الجديدة إلى سجن كبير، كان من أبرز نزلائه علال الفاسي والقادري وبوعبيد والفطواكي. تذكرة عودة إلى ذلك الجحيم.
أقيم السجن الفلاحي العدير على أرض خصبة، تمتد على مرمى البصر، شكلت في يوم من الأيام مراعي لمواشي بعض السلاطين العلويين، فحملت اسم “عذير السلطان“. كانت نسائم الأطلنتيكي ورطوبته تضمن استئناس البشر والحيوان بهذه الربوع، وكان القرب من ثغري أزمور والجديدة يكسر وحشة المكان. لم يخطر مرة ببال أحد أن الأمور ستتبدل بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب، وأن الفضاء، تبعا لذلك، ستنقلب طمأنينته إلى خوف ورهبة، ويضحى اسمه يبعث القشعريرة في الأبدان.
إرهاب المخالفين والرافضين
خططت سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب لإنشاء مجموعة من المؤسسات السجنية لإرهاب الرافضين لها على غرار معتقل “عين قادوس“ بفاس، و“عين علي مومن“ بسطات، و“أغبالو نكردوس“ بالرشيدية، و“لعلو“ بالرباط وغيرها. وقد أضيف إلى هذه السلسلة من المعتقلات الرهيبة معتقل “العدير“، بين مدينتي أزمور والجديدة، على الطريق الوطنية رقم 8 على النقطة الكيلومترية 6 من الأولى و11 من الثانية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 42 من مجلتكم «زمان»