اعتمد السلاطين المغاربة، في الغالب، على وسطاء لتدبير علاقاتهم مع الآخر محليا أو خارجيا. كان أولئك الوسطاء يختلفون، من حيث الدين والأصول ومن حيث ما يبرعون فيه، كما يختلفون باختلاف الجهة التي يجب أن يتصلوا بها أو يتفاوضوا معها، وأيضا باختلاف طبيعة المهمة الموكولة إليهم. يمكن أن يكونوا سفراء أو قادة عسكريين أو تجارا. فقد كان السلاطين، مثلا، يكلفون أفرادا من أسرتهم أو من هم ذو ثقة إلى دار الإسلام أو الشرق، كما كانوا يوفدون من لهم معرفة بالدين المسيحي، أو ما عرفوا بـ”مسيحيي الله” داخل البلاط، إلى الغرب. ومع مطلع القرن الثامن عشر والتاسع عشر، أصبح المغاربة اليهود أبرز وسطاء القصر في العلاقة مع العالم الخارجي. داخليا، اعتمد السلاطين على زعماء القبائل وشيوخ الزوايا كوسطاء لتهدئة الأوضاع وترسيخ حكم السلطنة.
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 76 من مجلتكم «زمان»، فبراير 2020