بدأ نشاط الحركة الماسونية في شمال المغرب مبكرا، قبل أن يتوسع مع تقدم الاحتلال الإسباني، ويصل إلى تطوان والعرائش والقصر الكبير والشاون وحواضر الريف.
عد الخوض في نشأة الماسونية وامتدادها في المغرب من أعقد المواضيع توثيقا من قبل المؤرخ، إلا أن ذلك لا ينفي التطرق إلى بعض جوانبه، ليس من أجل النظرة إليه من زاوية تركيبته الذاتية، وارتباطه بمنظومة لصيقة بقناعات الأفراد ورؤيتهم للتصورات والأفكار، ولكن لفهم بعض التطورات التي واكبت تاريخ المغرب المعاصر، وكان لها تأثيرها ودورها في تحديد معالم التطور الفكري لبعض النخب المغربية، انسجاما مع ما صرح به التهامي الوزاني في رسالته التاريخية المعنونة بـ«الرسالة الوزانية من سيدي التهامي الوزاني إلى محمد داود»، والتي اعتبر فيها أن «النقد لا يتنافى مع التقدير… ولن تستقيم حياة بدون حسن وقبيح».
اتساع مع تقدم الاحتلال الإسباني
إذا كان البعض يشير إلى وجود الحركة الماسونية بالمغرب منذ 1867، فإن المؤكد أنها فعَّلت نشاطها به منذ 1890، ليتطور فعلها مع دخول الحركة الاستعمارية بشكل مباشر وتوقيع الحماية سنة 1912. وقد امتد هذا النشاط بشكل مُنسجم مع احتلال الأراضي، انطلاقا من سبتة ومليلية مرورا بطنجة، حيث استفادت الحركة الماسونية من الطابع الدولي لهذه المدينة، وانفتاحها على عدد من التيارات الفكرية، فضلا عن وجود عدد من الأجانب.
محمد براص
تتمة الملف تجدونها في العدد 71/70 من مجلتكم «زمان»، غشت-شتنبر 2019