مرت أكثر من عشر سنوات على صدور العدد الأول من النسخة الفرنسية لمجلة “زمان”، وأكثر من سبع سنوات على صدور نظيرتها العربية. في هذا الحوار، يعود المؤرخ المصطفى بوعزيز، أحد مؤسسي المجلة، إلى ظروف أو مغامرة تأسيس “زمان” كما يسميها، في وقت كان يعيش المغرب مرحلة انتقال. ويرى بوعزيز أن “زمان” جاءت لتواكب الانتقال الديمقراطي والإسهام فيه، ولتحدد قدر الإمكان، عبر الأزمنة الثالثة: الماضي والحاضر والمستقبل، نقطة الانطلاق بشكل واضح، وأيضا النقطة التي نريد الوصول إليها، أي مغرب الألفية الثالثة.
بصفتك الأكاديمية وأحد مؤسسي مجلة “زمان” في نسختها الفرنسية، كيف عشت تجربة البدايات الأولى؟
يمكن القول إن تجربة تأسيس مجلة “زمان” كانت مغامرة، بقدر ما كانت مبادرة جميلة. إذ بنفس قدر مبادرة التفكير في خلق مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بتاريخ المغرب وبتفاعله مع حاضره، بقدر ما كانت جزءا من المغامرة، ومدى قدرتها على الاستجابة لمتطلبات المرحلة والظرفية العامة التي كان يمر منها المغرب. في هذا السياق، يمكن القول إن العامل الموضوعي الأساس، حينها، كان يحيل على أن الحقل الإعلامي يطمح إلى التعددية، وإلى قدر من الاستقلالية تجاه السلط الموجودة بالمغرب…
ماذا تقصد بتلك السلط؟
عمدت إلى الإشارة إليها بصيغة الجمع، أي أني لا أقصد السلطة السياسية وحدها، بل السلطة الدينية والسلطة الإعلامية ذاتها… كان المغرب، حينها، يعيش مرحلة انتقال. وكان السياسيون يسمون هذه المرحلة بـ”الانتقال الديمقراطي”، بالرغم من أن هذا المصطلح يحبل بغموض مستبطن، لأن فيه الانتقال مع إضافة الديمقراطي الذي هو صفة. لكن الانتقال من ماذا إلى ماذا؟ ظلت الإجابة غائبة، وكانت كل النخب المغربية، بمختلف مشاربها، متفقة على ترك المجال غامضا، لأنه كان هناك مشكل في تحديد نقطة الانطلاق، كما أن الغموض شمل طرق الانتقال سلميا وحضاريا إلى مغرب آخر… لكن تقتضي الموضوعية القول إن الدولة كانت لها رغبة في أن تجد تلاؤما معينا مع معطيات العصر وفي أن تنخرط في الألفية الثالثة، في وقت أصبح المجتمع يعيش ثورة معلوماتية في عالم أضحت حدوده مخترقة.
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 85 من مجلتكم «زمان»