وصل مغاربة إلى مصر في طريقهم إلى الحج، وبعضهم قرر الاستقرار هناك نهائيا ونجح في التجارة، ثم الاغتناء إلى حد أنهم أصبحوا يقرضون الحاكمين المال.
شكل التجار المغاربة بمصر، وعلى مر العصور، فئة اجتماعية نشيطة اكتسبت من الثروة ما جعلها تتصدر أهل المال والوجاهة في بلاد الكنانة، إلى درجة أن بعض الأسر الفاسية الأصل أصبحت تتحكم في تنصيب حكام مصر بواسطة القروض التي تقدمها للمتنافسين على السلطة السياسية.
طريق الحج
منذ اعتناق المغاربة للدين الإسلامي ابتداء من القرن السابع للميلاد، أصبحت الطريق الرابطة بين المغرب والحرمين الشريفين طريقا سالكا على مر السنين، بل والأيام والليالي، لأن حركة الحجاج عبره لم تكن تعرف الفتور والتوقف، حتى في أحلك الظروف عندما يضيق الحال بالناس بسبب الفتن والمجاعات وشتى أنواع الكوارث. فالحج هو خامس أركان الإسلام ولم يتأخر أحد من ذوي الاستطاعة عن أداء هذا الواجب على الرغم من التضحيات الجسام التي كان يتطلبها ومخاطر الطريق المحدقة بالمسافر من سرقة ونهب، خاصة إذا كان الحاج من ذوي الطاقة المحدودة.
محمد المنصور
تتمة الملف تجدونها في العدد 77 من مجلتكم «زمان»، مارس 2020