تعني تينمل بالأمازيغية المزار أو المحج، إذ كانت مكانا مقدسا تجتمع فيه القبائل لعقد المواثيق والعهود، واختارها الموحدون لنشر الدعوة وبسط الحكم.
وقع اختلاف كبير، كما هو الشأن في سائر أسماء الأعلام الجغرافية المغربية، في رسم ونطق لفظ تينمل، حيث كتبت في المصادر بأشكال مختلفة منها: «تينملل» و«تانمللت» و«تينمال» و«تامللت» و«تنملل» و«تين-ملل»، هذه الأخيرة التي ذهب البعض أنها كلمة مركبة من «تِينْ» و«إيميلال» ومعناها بالأمازيغية ذات المدارج، أو المدرجات المعروفة في المجالات الجبلية، التي تستغل في النشاط الزراعي. أما سكان المنطقة، فينطقونها إلى اليوم «تِينْمَلْ».
يعتقد علي صدقي أزايكو أن النطق الصحيح للكلمة هو «تينْميلاَّلْ» وتعني بالأمازيغية المزار أو المحج، والحرم والحرمة.
وبذلك، يُرجَّح أن قداسة تينمل وحُرمتها لم تكتسبهما مع استقرار ابن تومرت بها، بل إن هذه الخاصية كانت معروفة قبل ظهور الموحدين، حيث كانت مكانا مقدسا تجتمع فيه القبائل لعقد المواثيق والعهود فيما بينها. ويحتمل أن يكون لهذه الوظيفة التي كانت لتينمل في حياة الجماعة دور كبير في قدوم ابن تومرت إليها، واختيارها من بين المناطق الأخرى، حتى يتسنى له نشر دعوته بين قبائل المصامدة، وتوحيدهم على كلمة سواء، حيث انخرطوا في مشروعه السياسي، وقاموا لمناصرته ومؤازرة عبد المومن وأبنائه من بعده، إلى أن قامت دولة عظيمة مترامية الأطراف ببلاد الغرب الإسلامي. علما بأن لتينمل ماض عريقا في القدم، فقد كان بها، قبل الإسلام وبعده، زعماء قبليون بسطوا سلطانهم على أراضيها، وانقادت لهم القبائل فشكلوا عصبية تستعصي على الغريب.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 15 من مجلتكم «زمان»