بعد توقيع معاهدة الحماية الفرنسية في مدينة فاس يوم 30 مارس 1912، من طرف السلطان المولى عبد الحفيظ، سارع هذا الأخير إلى توجيه تحذيرات إلى مختلف الجهات التي رأى أنا شرعت في التحريض ضد هذه المعاهدة، وأمر بتلاوة رسالة في المساجد، استهجن فيها تصرفات المنددين بقبول الحماية. لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، بعد أن جاء التمرد، وبشكل عنيف، من طرف عساكر المخزن. إذ كان هؤلاء في حالة من الاستياء والتذمر من أساليب التحقير والإهانة التي كان يعاملهم بها المدربون الفرنسيون، الذين كانوا يرومون خلق جيش مغربي نظامي قوامه 15 ألف جندي. لكن إفراطهم في القسوة على الجنود المغاربة، قاد هؤلاء إلى تزعم انتفاضة غاضبة في قصبة الشراردة، انتهت بمقتل 17 ضابط وضابط صف فرنسي، قبل الزحف نحو وسط المدينة، التي شهدت غليانا شعبيا، وأعمال عنف، بين 17 و21 أبريل 1912، وصفتها الكتابات الأجنبية بأيام فاس الدامية. والتي كان طابور العسكر المخزني هو مطلق شرارتها ،إذ أعلن جنوده، على حد تعبير دانييل ريفي، أنهم يرفضون « حمل بردعة ولاد النصارى »، في إشارة قد تحيل في الشكل إلى رفض حقيبة الظهر، كما قد تحيل في العمق إلى رفض تحمل الإذلال.
أي نتيجة
View All Result