ازدهرت مدينة غمات في عهد المرابطين، في الوقت الذي يختلف المؤرخون حول تاريخ تأسيسها، وهناك من يرجح تأسيسها قبل الإسلام، غير أن الحفريات الجارية يمكن أن تكشف عن مزيد من كنوزها.
النطق الصحيح لأغمات هو غْمَاتْ في اللسان المصمودي. أعطيت لهذا الاسم عدة تفسيرات، أقربها إلى الصحة أنه فعل أمر “غم“، معناه خَضِّبُوا بالحناء أو بغيره أو أصبغوا. وهي في الأصل مدينتان، هما غْمَاتْ إيلان وغْمَاتْ أوريكة، ورغم وجود إشارات تفيد أن تعمير الأولى كان سابقا على الثانية، فسيتم التركيز على غْمَاتْ أوريكة لاعتبارات ثلاثة، أولها أنها أكثر شهرة من نظيرتها للأدوار الاقتصادية والسياسية التي اضطلعت بها، وثانيها، ذو صلة بالأول، ما جعل المصادر المكتوبة توليها اهتماما أكبر، وثالثها خضوعها لأبحاث أركيولوجية دون نظيرتها.
مقومات النشأة وغموض التأسيس
تقع غْمَاتْ أوريكة «عند قدم السفح الشمالي للأطلس الكبير الغربي»، جمع موضعها «بين انبساط السطح مع ارتفاع محدود» .وقد توفرت لها شروط مواتية لإقامة مدينة مغربية خلال العصر الوسيط. فموضعها السهلي تميز بتربة خصبة ومصادر مياه غنية ومتنوعة، سمحت بإقامة فلاحة مهمة زراعة ورعيا، فقد وجدت فيها بساتين متعددة وجنات محدقة…، ذات إنتاج كبير ومتنوع.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 32 من مجلتكم «زمان»