لم تكتف فتيحة العيادي، حفيدة القايد العيادي، بتتبع الشأن السياسي من خلال عملها صحافية أو مسؤولة بوزارة الاتصال، بل جرّبت كذلك أن تكون برلمانية وسياسية. لكن تحوّلها هذا، لم يكن عاديا، فقد كانت ثاني شخص يقف إلى جانب فؤاد عالي الهمة عندما همّ بالدخول إلى البرلمان، وعند تأسيس حركة مجتمعية ثم حزب سياسي ما تزال تطارده العديد من التساؤلات والانتقادات. ضيفة هذا الحوار، تكشف لمجلة “زمان”، كواليس تأسيس حركة “لكل الديمقراطيين” وحزب “البام”، مرورا بأزماته الداخلية التي دفعتها لاعتزالها السياسة والعودة لأدراج الصحافة والإعلام.
السيدة فتيحة العيادي، أنت حفيدة القايد العيادي، وهو شخصية بارزة في تاريخ المغرب المعاصر. حدثينا عما تتذكرين عنه؟
في طفولتي، رأيت جدي القايد العيادي مرات قليلة، ولا أتذكر الكثير عنه. والسبب أننا لم نكن نقطن في مراكش، وقلّما نذهب لزيارته. والمرة الوحيدة التي أتذكره بشكل جيد، عندما ذهبنا لزيارته، وجدته رجلا ذا لحية بيضاء كثة، مهيب المظهر، بسلهام وجلباب أبيض. عندما اقتربت لأسلم عليه، كنت مندهشة بلحيته وأمسكتها بيدي. هاته الفعلة نلت بسببها لوما وتوبيخا شديدا من طرف والدي. لا أتذكر ذكريات أخرى خاصة جمعتني به، فقد كنت في سنتي الرابعة، لكن هيبته وصيته وسط العائلة كان دائم الحضور، والكل يخاطبه بعبارة “سيدي”، ولا يخالفون رغبته. بعد وفاته في سنة 1964، ظل الجميع محافظا على إرثه وأعرافه داخل العائلة.
ما هي علاقتك بمنطقة الرحامنة؟
أنا من مواليد مدينة الدار البيضاء، لكن قضيت جزءا من طفولتي بتاونات، بحكم عمل والدي وتنقلاته، الذي كان يشغل هو الآخر منصب “قايد”، ثم برلمانيا بعد ذلك. أما الرحامنة فيرجع السبب لكون جدتي، بعد موت القايد العيادي، لم تبرح مكانها وظلت في مسكنها، فكنا نقضي العطلة كل سنة تقريبا معها هناك. وهكذا توطدت علاقتي بالمدينة وبسكان المنطقة.
حاورها غسان الكشوري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 83 من مجلتكم «زمان»