رغم أن المهدي بن تومرت هو واضع الأسس الأولى الدولة الموحدية وواضع عقيدتها، إلا أن هذا لم يمنع بعضا من الخلفاء الموحدين من معارضة هذه العقيدة. بلغت المواقف المتحفظة أقصى درجاتها مع السلطان إدريس المأمون بن يعقوب الذي أعلن ثورة عقدية ضد ابن تومرت، فأزال اسم ابن تومرت وألقابه من الخطبة والسكة والمآذن وجميع المراسلات الرسمية. وبعد وفاة المأمون، فشل ابنه عبد الواحد في متابعة استراتيجية والده، وعاد للولاء إلى التومرتية تحت ضغط الأشياخ. وبدورهما، لم يكن ولاء السلطانين يوسف ويعقوب للتومرتية مطلقا، بل انطوى على قدر من الازدواجية السياسية. ففي الظاهر ظلا يظهران الولاء للتومرتية، ويسايران الأشياخ، ولكنهما كانا في مناسبات خاصة يعبران عن مشاعر متناقضة عكست بوضوح مواقف نقدية مبدئية من تراث ابن تومرت. وعلى العكس من ذلك، كان عبد المؤمن الكومي من أشد مؤيدي عقيدة ابن تومرت، ففي عهده تم إملاء وتدوين عقائد ابن تومرت وتراثه وهي التي جمعت في كتاب “أعز ما يطلب”، وتمت كتابة تاريخه، والمحافظة على تشريعاته، وتنظيماته، ومتابعة بنائها.
أي نتيجة
View All Result