عرف محمد بلقاسم الزهراوي مزيان، الشخصية المركبة، مسارا مختلفا، هو ابن الريف والمسلم الوحيد الذي اشتغل داخل الجيش الإسباني وحصل على رتبة عالية أثناء حرب الريف والحرب الأهلية الإسبانية. كيف ولماذا؟
في المدرسة الأهلية بمليلية “سيدة النصر“، عرف محمد مزيان الطفل الريفي بحيويته، حيث استطاع حل عمليات حسابية معقدة، كما كان يحفظ عن ظهر قلب أسماء العواصم الأوربية… الشيء الذي جعل أستاذه عبد الكريم الخطابي فخورا به. في يناير ،1911أثناء زيارة رسمية لملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر لمليلية، برفقة العديد من زعماء القبائل، بمن فيهم مزيان بلقاسم والد الصغير محمد، اطلع الملك على قدرات الطفل مزيان ذي الثلاثة عشرة من عمره، وسأله: «ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟» فأجابه: «أريد أن أصبح مثلكم». «ماذا؟ تريد أن تصبح ملكا؟» ليجيب مزيان: «لا، أريد أن أصبح ضابطا في الجيش». وعد الملك ألفونسو الثالث عشر والد مزيان بأن يحصل ابنه، حينما يبلغ السادسة عشر من عمره، على منحة دراسية وسط الأكاديمية العسكرية الإسبانية، التي كانت حتى ذلك الحين مفتوحة فقط أمام المسيحيين دون المسلمين، فهل قام الملك بتعديل القانون من أجله؟
مزيان “الجيد” و”السيء”
ولد محمد مزيان، التلميذ اللامع، في الأول من فبراير 1897 ببني نصار على بعد 12 كيلومتر من الناظور، وهي منطقة ظلت تدعى حتى أواخر القرن 19 بقبيلة معزوزة، وكان والده قائدا لقبائل معزوزة بمنطقة قلعية، يعيش تحت رعاية إسبانيا مثله مثل مجموعة من أعيان الريف الذين كان منهم من يحبذ الاستعمار الإسباني. ويعتبر محمد أمزيان أول استقلالي مغربي قاد المقاومة المسلحة ضد إسبانيا في الفترة الممتدة بين 1909 و1912. تابع محمد مزيان تكوينه بمدرسة إسبانية بمليلية المحتلة، وحسب المؤرخة ماريا–روسا دو مادارياكَا “ “Maria-Rosa De Madariagaفهو «منتوج خالص للاستعمار».
يونس مسعودي