حرص الملوك والسلاطين المغاربة على الحفاظ على قوة حكمهم عبر مجموعة من الشارات التي ترمز إلى سلطتهم وعظمتهم، من بينها الحرس المحيط بهم والمرافق لهم أينما حلوا وارتحلوا.
دأبا على عادة الحكام والملوك، ونظرا لأهمية حياتهم الشخصية، اتخذ السلاطين المغاربة لأنفسهم عددا كبيرا من الحرس حفاظا على حياتهم وذويهم. لكن بإزاء ذلك، كان غرضهم إظهار عظمتهم وإرهاب أعدائهم والمتربصين بهم. لذا، شكل حرس السلطان رمزا لهيبة الحكم وقوته. وقد وصل عدد هؤلاء لأكثر من ألف فرد يتم اختيارهم بعناية شديدة وتشترط فيهم عدة شروط ومميزات.
هيبة المظاهر
مثلما كان السلطان في حاجة إلى رجال يستعين بهم في تدبير شؤون رعيته، هم بمثابة ظله وامتدادا لذاته، فإنه كان في حاجة إلى إظهار نفسه أمام رعيته في تجل وقوة، في حركاته وسكناته. يورد مؤرخو السلاطين أن حظ الرعية من رؤية السلطان في المواكب كان واجبا لكن يتطلب شروطا ومواصفات.، بهذا الخصوص، يصف المؤرخ ابن زيدان، في كتابه “العز والصولة” هذه المواصفات، ويذكر أن السلطان يجب أن يكون ظهوره على قدر محكم وحد معتدل حتى لا تسقط هيبته أمام العيون. أما إذا كان عليه الظهور فإنه يتم دون إذن سابق، حيث يستحسن أن يكون مفاجئا لأسباب امنية.
يضيف المؤرخ أن السلطان “إذا أراد الظهور عليه أن يكون راكبا وأن يختار لركابه كل فرس عظيم المنظر، حميد المخبر، جبار البنية، وألا يتقدم الموقف فيلقى من يرد عليه دون حاجب، ولا يكون في مؤخرته فيؤذى بغباره”.
غسان الكشوري
تتمة الملف تجدونها في العدد 75 من مجلتكم «زمان»، يناير 2020