اختار عدد من المغاربة اليهود، خلال العصر الوسيط، الإسلام دينا، وتبوء الكثير منهم مكانة كبيرة، لكن مع ذلك استمر الشك اتجاههم.
تعددت التسميات التي أطلقت على المغاربة اليهود الذين اعتنقوا الدين الإسلامي، خلال فترات معينة من تاريخ المغرب وخاصة أولئك الذين كانوا يقطنون مدينة فاس، فنحن على الأقل أمام اسمين مشهورين هما المهاجرون والبلديون، الأول، أطلق من قبل المغاربة اليهود الذين حافظوا على ديانتهم للتنقيص من أولئك الذين دخلوا الإسلام أي هجروا دينهم الأصلي إلى ديانة أخرى، والسخرية منهم بل احتقارهم. أما الاسم الثاني، فقد أطلقه المغاربة المسلمون، الفاسيون تحديدا لتمييزهم عن بقية المسلمين. وتنسب تسمية البلديين «لحومة البليدة بفاس القديمة التي كانت تسمى أغلان، وسكنها اليهود منذ تأسيس فاس على يد مولاي إدريس الثاني». وفي إطار تمييزهم دائما عن بقية المسلمين، راج اسم ثالث عن هؤلاء هو “الإسلاميون” يفيد، ببساطة، اليهود الذين أسلموا.
سوابق عن قضية “الإسلاميين”
لا نتوفر على وثائق تضبط بدايات تحول بعض المغاربة اليهود إلى الإسلام، وإن لم يكن ذلك مستبعدا مع وصول المسلمين إلى المغرب لسبب من الأسباب وسياق من السياقات غير المعروفة أيضا.
ما نعرفه، هو أن اعتناق بعض المغاربة اليهود للإسلام خلال عصر قوة الدولة الموحدية جاء نتيجة التضييق الذي مورس عليهم. وقد برز هذا الأمر أكثر في مدينة فاس لاعتبارين، أولهما أن هذه المدينة كانت تضم أكبر طائفة يهودية في المغرب، وثانيهما لأن المادة المصدرية متوفرة أكثر عن هذه المدينة ذات الإشعاعين الاقتصادي والعلمي.