اتخذت شفشاون، في البداية، كحصن لمهاجمة البرتغاليين الذين احتلوا المدن الشمالية، وظلت طويلا كذلك قبل أن تصبح على ما هي عليه.
تقع شفشاون شمال المغرب بين مفترق الطرق الواصلة بين تطوان والقصر الكبير ووزان وفاس، كما أنها محمية بالجبال مما أهلها لتسهم بأدوار تاريخية لها اعتبارها. استمدت اسمها من اللفظة الأمازيغية بصيغة الجمع “اشْفْشَاون”، وتعني المكان الصالح للتحصن أو للقيام بأعمال المواجهة والجهاد، ويمكن أن يكون هذا الاسم مشتقا من الكلمة “الشفشاون” التي تعني الاختلاط والاجتماع، أو المحل المخصص لنزول المجاهدين، ويُعتقد أيضا أن اسمها يتكون من كلمتين: «شُفْ» بمعنى أنظر و«أَشَّاون» وتعني القرون، أي «انظر القرون»، وهو توصيف لموضعها عند قدم أجراف جبل لشهب.
يبعد هذا الموقع عن مدينة تطوان بحوالي 62 كلم في اتجاه الجنوب، في منطقة جبلية عند سفح جبل سيدي بوحاجة الذي يعتبر امتدادا لكتلة بوهاشم الجبلية، وهو يجاور أحد روافد واد لو، مما جعله مناسبا للاستقرار البشري. وتعتبر شفشاون من منازل قبيلة الأخماس، التي كانت تُحسب من بين فروع غمارة منذ القديم، تضم إقليما شاسعا، تحدها بادس من ناحية الشرق وطنجة وبلاد الهبط من ناحية الغرب، وقد امتدت مجالاتها من البحر المتوسط ما بين بادس وطنجة إلى نواحي تازة وفاس ووازان في اتجاه الجنوب، حسب ما أورده البكري وابن خلدون.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 39 من مجلتكم «زمان»