طبعت حكومة عبد الله إبراهيم تاريخ المغرب الراهن، بالقرارات الحاسمة التي اتخذتها في الميدان الاقتصادي، خصوصا، وبالمعارضة القوية التي واجهتها بزعامة ولي العهد. هذه بعض كواليس تلك المرحلة المفصلية.
نصبت حكومة عبد لله إبراهيم، يوم الأربعاء 24 دجنبر 1958، في لحظة سياسية كان فيها المغرب مهددا في وحدته الترابية بسبب أحداث الريف. كان محمد الخامس أكثر الناس شعورا بهذا الخطر، خاصة وأن الأزمة داخل حزب الاستقلال قد أدت إلى استقالة حكومة الحاج أحمد بلافريج. أصبحت معالجة أحداث الريف أهم انشغالات الملك، وذلك على واجهتين. واجهة أمنية من خلال القوات المسلحة المطلوب منها استتباب الأمن في الشمال، وواجهة سياسية من خلال حكومة قوية قادرة على مواجهة هذه الأزمة.
أزمة الريف
يجب التذكير أن اندلاع الأزمة في الريف بدأ بمبادرة، ربما استخف أصحابها بتداعياتها، ويتعلق الأمر بإقدام كل من الدكتور عبد الكريم الخطيب والمحجوبي أحرضان على استخراج جثمان عباس المسعدي من قبره في فاس، لينقلاه إلى منطقة أجدير في الريف، مع أن المسعدي لم تكن له أية علاقة بالريف! كان محمد الخامس، موجودا حينئذ في فاس، وأصدر أوامر صارمة لمسعود الشيكر، وزير الداخلية، كي يعتقل الخطيب وأحرضان.
عبد اللطيف جبرو
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»