كيف كان يتربى الأمراء ويتأهلون للحكم؟ فترة حاسمة في حياة السلطان لم تحظ بحيز كبير في متون التاريخ، لكن ما يرد حولها من كتابات يسمح بتركيب صورة عامة حول الموضوع.
يحفل المتن التاريخي بأخبار الملوك والسلاطين، بدءا بقيام الحركات التي تقودهم لتأسيس دولهم، وانتهاء بزوال سلطتهم، مرورا بما تشهده عهودهم من إنجازات وإخفاقات وحوادث. لكن يندر أن تتوسع المصادر الإخبارية في حياة الأمراء قبل توليهم السلطة. كيف يتعلمون، بالمعنى المحض للدراسة واكتساب المعرفة، وكيف يتربون، عمليا وسياسيا، بما يؤهلهم لتحمل مسؤوليات الحكم. باستثناء بعض الشذرات المتفرقة في هذا المصدر أو ذاك، لا يبدو أن هذا الجانب من حياة الأمراء، خاصة منهم أولئك الذين يتولون الحكم، قد حظي باهتمام خاص لدى المؤرخين، في المجمل.
قد يكون عدم التوسع في هذا الموضوع مرتبطا بخصوصية الصراعات التي كثيرا ما كانت تشهدها بلاطات السلاطين في لحظة انتقال الملك، فيستحوذ هذا الجانب على الأخبار المتعلقة بالأمراء، ومن يستطيع منهم حسم السباق نحو كرسي الملك لصالحه. ولعل ما يسند هذا الافتراض توقف المؤرخين، عادة، عند المهام التي يوكلها السلطان لأبنائه في قيادة هذه الجهة أو تلك، من أرجاء دولته، باعتبارها تجربة التدرب الميداني على الحكم وقيادة المعارك وصد الغزاة… ثم الصراعات التي قد تنشأ بين الطامحين منهم للحكم.
هيئة التحرير
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»