سهر القائم بأمر الله على تعليم ابنيه علوم عصره، فأرسلهما إلى سوس ودرعة ثم فاس، وكان لهما دور كبير في تأسيس الدولة السعدية.
تكمدارت قرية صغيرة تقع جنوب شرقي مدينة زاكورة على يمين الطريق الذاهبة منها إلى تمكروت حيث مقر الزاوية الناصرية، اعتراها اليوم الخراب ولم يعد ظاهرا منها سوى سور مبني بالحجر، يمتد على هضبة مرتفعة بنحو مترين، إضافة إلى بقايا بناء بالآجر يُعتقد أنه لمسكن خاص أو لحمام. يخترق هذه الأطلال، على يسار الطريق، الساقية الجديدة التي تجري منها المياه المجلوبة من سد المنصور الذهبي المنشأ حديثا. شكلت تكمدارت منطلق الشرفاء السعديين الذين حكموا المغرب لما يربو عن القرنين من الزمن، كما أنها اعتبرت مع مطلع القرن 10 الهجري/ 16 الميلادي مركزا ثقافيا كانت له حيوية خاصة، حيث أسهم بدور كبير في نشر علوم ومعارف الوقت.
الأب المربي والفقيه
اعتبر الشريف محمد بن عبد الرحمان، الذي حمل لقب القائم بأمر الله منذ 916هـ/ 1510م، من الشخصيات البارزة التي كانت تقيم بقرية تكمدارت، حيث كانت له بها زاوية يعلم فيها الصبيان ويؤدبهم ويلقنهم علوم القرآن والحديث. تميز الرجل بوعي وذكاء ثاقبين، أهلاه لفهم أحداث عصره واستيعابها، وانخرط الشريف في حركة الجهاد القائمة في الجنوب المغربي، وشارك إلى جانب رجالات تلك المرحلة في وضع مشروع إقامة دولة جديدة، تضطلع بمهمة تخليص البلاد من الأخطار المحدقة بها في السواحل، فكانت صفاته القيادية وحنكته السياسية إضافة إلى شجاعته وسداد رأيه ونسبه القرشي الشريف سببا في اختياره لتحقيق هذا المشروع الكبير. لم يكن أمام القائم بأمرالله إلا إعداد خلف له يحمل المسؤولية بعده، مما اقتضى تربية وتعليم ابنيه أحمد ومحمد للاضطلاع بالمهمة وتنفيذها بما يتوافق مع ما كان الأب يطمح إليه.
عبد المالك ناصري
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»
شكرًا التكنلوجيا الحديثة ، نطالب بتحليل ADN , لمعرفة ان كان السعديين عرب ام لا ،
Au Maroc , les soit diant descendants arabes ont proliféré contrairement aux autres ethnies