يعرض المختار السوسي، في نصه “حول مائدة الغذاء”، صورة عن تنشئة أبناء السلطان المولى الحسن الأول، في مدرسة حمر البدوية، وذلك نقلا عن رواية الباشا إدريس منو، أحد رواد تلك المدرسة. لمحة عن هذه الوثيقة النادرة من نوعها.
زود المختار السوسي الرصيد الوثائقي لفترة معينة من تاريخ المغرب بإضاءات ثمينة، من بينها تلك المضمنة في نصه “حول مائدة الغذاء”، نقلا عن الباشا منو. في هذا الحكي، يروي السوسي عن محدثه وقائع ويصف أوضاعا ترسم صورة المخزن في ذلك المنعطف التاريخي ما بين عهد المولى الحسن الأول وفترة الحماية، وما بينهما من أحداث كثيفة. فإدريس منو قائد من قياد المخزن، ووالده الحاج محمد منو كان هو الآخر من أعيان المخزن تولى قيادة عسكر سوس، ما أهله للاطلاع على جملة من الأحداث السياسية لتلك الفترة، وعن أسلوب دار المخزن، وبعض خصوصيات التنظيم والحياة وراء أسوراه. في هذا النطاق، يقع حديثه عن تربية أبناء السلطان المولى الحسن الأول، وفترة تكوين هؤلاء “الشرفاء” وفقا للتسمية التي كانت تخصهم، قبل أن يعتمد لقب “الأمراء” في زمن لاحق.
تعرف المختار السوسي على الباشا إدريس منو سنة 1949 هجرية (1930) في مراكش، وصاحبه لمدة ست سنوات، فجمع هذا العالم الوطني البارز رصيد ما بلغه من الباشا من وقائع تاريخية في مذكرات، ليرويها في نصه الموسوم بـ”حول مائدة الغذاء”. في هذا النص، يفرد فصلا خاصا لنشأة أبناء المولى الحسن الأول، اعتمادا على ذاكرة الباشا إدريس منو الذي عايش في صباه أؤلئك الأمراء. هكذا، ترتسم صورة عامة عن المنهجية التي ربى عليها المولى الحسن الأول أبناءه، من خلال هذا المصدر.
إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 46-47 من مجلتكم «زمان»